للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيء؛ و"الجامل"؛ خبرا لضمير محذوف؛ والجملة صفة لما؛ أي: رب شيء هو الجامل المؤبل.

[حذف "رب" وبقاء عملها] :

فصل: تحذف "رب" ويبقى عملها، بعد الفاء كثيرا؛ كقوله١: [الطويل]

٣١٣- فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع٢


= فيكون مدخول رب مفردا، وإنما قدر الفارسي ضميرا محذوفا، ولم يجعل الجملة على حالها صفة لما؛ ليحصل الربط بين الصفة والموصوف؛ وفي هذه الحالة، تكتب "ما" مفصولة من "رب"، بخلاف "ما" الكافة فإنها تكتب موصولة؛ كما بينا من قبل.
انظر مغني اللبيب: ٤٠٨، والتصريح: ٢/ ٢٢.
١ القائل: هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وقد مرت ترجمته.
٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
فألهيتها عن ذي تمائم محول
والبيت من معلقته المشهورة، وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ٢٢، والشذور ١٦١/ ٤٢٥، والهمع: ٢/ ٣٦، والدرر: ٢/ ٣٨، والمغني: ٢٢٧/ ١٨١، ٢٩٠/ ٢١٣، والسيوطي: ١٣٧-١٥٨، وابن عقيل: ٢١٨/ ٣/ ٣٦، والأشموني: ٥٧٧/ ٢/ ٣٩٩، وديوان امرئ القيس: ١٤٧.
المفردات الغريبة: طرقت: أتيتها ليلا، والطروق: الإتيان في الليل. ألهيتها: شغلتها. تمائم: جمع تميمة وهي التعاويذ التي تعلق على الصبي لتقيه من العين والسحر ونحوهما على عقيدة العرب. محول: اسم فاعل، من أحول الصبي إذا مر من عمره حول.
المعنى: رب امرأة مثلك حبلى ومرضع قد أتيتها ليلا فشغلتها عن طفلها الصغير الذي تولع به. وخص الحبلى والمرضع؛ لأنهما أزهد النساء في الرجال، ومع ذلك تعلقتا به ومالتا إليه.
الإعراب: فمثلك: الفاء عاطفة، مثل: اسم مجرور لفظا بـ"رب" المقدرة، منصوب محلا على أنه مفعول به لـ"طرقت" الآتي، والكاف: في محل جر بالإضافة؛ والتقدير: فـ"رب مثلك طرقت". حبلى: بدل من "مثل" مجرور، وعلامة جره الكسرة المقدرة إن راعينا اللفظ. ومنصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة إن راعينا المحل. قد: حرف تحقيق. طرقت: فعل ماض، والتاء: في محل رفع فاعل. ومرضع: الواو عاطفة، مرضع: اسم معطوف على "حبلى"؛ والراجح في روايته الجر؛ غير أنه يجوز مراعاة =

<<  <  ج: ص:  >  >>