للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسهل منه قوله١: [الرجز]

٤٠٦- حتى تراها وكأن وكأن٢

لأن المؤكد حرفان؛ فلم يتصل لفظ بمثله، وأشد منه قوله٣: [الوافر]

٤٠٧- ولا للما بهم أبدا دواء٤


١ القائل: قيل هو الأغلب العجلي، وقيل هو: خطام المجاشعي.
٢ تخريج الشاهد: هذا بيت من الرجز المشطور، في وصف إبل، وبعده قوله:
أعناقها مشددات بقرن
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ١٣٠، والأشموني: ٨٠٣/ ٢/ ٤١٠، والعيني: ٤/ ١٠٠، والهمع: ٢/ ١٢٥، والدرر: ٢/ ١٦٠.
المفردات الغريب: أعناقها: جمع عنق -وهو الرقبة. قرن: حبل تربط به الإبل، ويقرن بعضها إلى بعض.
المعنى: يصف إبلا في سرعة سيرها وانتظامه فيقول: إن أصحاب هذه الإبل، يستحثونها على السير، بنظام واعتدال، حتى إن من يراها يظن أن أعناقها مربوط بعضها إلى بعض بحبال؛ لانتظامها على السير.
الإعراب: حتى: حرف غاية وجر. تراها: فعل مضارع -يقصد به هنا حكاية الحال- مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: ضمير مستتر وجوبا؛ تقديره: أنت و"ها" في حل نصب مفعولا به. وكأن: الواو واو الحال، كأن: حرف مشبه بالفعل. كأن: توكيد للأولى، وخففت لضرورة الشعر. أعناقها: اسم "كأن"، و"ها" في محل جر مضاف إليه. مشددات: خبر كأن مرفوع. "بقرن": متعلق بقوله: "مشددات"، وسكن "قرن"؛ لضرورة الشعر.
موطن الشاهد: "وكأن وكأن".
وجه الاستشهاد: تأكيد "كأن" بمثلها، مع عدم الفاصل، بمعمول الأولى، مع أنها ليست من أحرف الجواب؛ غير أن هذا الشذوذ أخف من سابقه؛ لأنه فصل بين اللفظين بواو العطف.
٣ القائل: هو مسلم بن معبد الوالبي الأسدي، شاعر اشتهر في العصر الأموي؛ أورد له صاحب الخزانة قصيدة همزية في خبر إبل له.
خزانة الأدب: ١/ ٣٦٤، الأعلام: ٧/ ٢٢٣.
٤ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
فلا والله لا يلفى لما بي
=

<<  <  ج: ص:  >  >>