للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آمن بهود، ولكنهم سرعان ما بادوا١، ومن ثم فقد خلصت الأرض لقحطان، وكان "يعرب" دون إخوته من امرأة من عاد، فتكلم بلسانها وهو العربية، على أن رواية أخرى تذهب إلى أن المرأة إنما كانت من العماليق، وأن أولادها جميعًا قد أخذوا العربية عنها٢، فضلا عن أن "النمرود" هذا -في رأيهم- هو صاحب إبراهيم عليه السلام. والذي يأتي بعد عصر "هود" بقرون، فيما يزعمون.

وهناك فريق ثان إنما يزعم أن هودا، عليه السلام، إنما كان أول من تكلم بالعربية، بينما يزعم آخرون أن أباه هو أو من تكلم بها، على أن فريقًا ثالثًا يرى أن نوحًا -عليه السلام- هو أول الناطقين بالعربية٣، ويتجه فريق رابع إلى أنه "عمليق"، وهو أبو العمالقة، وذلك حين ظعن القوم من بابل، ومن ثم فقد كان يقال للعماليق -وكذا لجدهم- "العرب العاربة"٤.

وأخيرًا فلقد ذهب فريق خامس إلى أن إسماعيل بن إبراهيم، عليهما السلام، كان أول من ألهم هذا اللسان العربي المبين، وهو ما يزال بعد في الرابعة عشرة من عمره٥، ولعل هذا الاتجاه الأخير إنما كان السبب في أن يذهب البعض إلى أن قحطانًا إنما هو من ولد إسماعيل، عليه السلام٦.

ولعل هذه الآراء المتضاربة إنما كانت السبب في أن يحاول البعض التوفيق بين الرأيين الأساسيين -الأول والخامس- ومن ثم فقد ذهب هذا النفر إلى أن "يعرب" هو أول من نطق بمنطق العربية، وأن إسماعيل هو أول من نطق بالعربية الحجازية الخالصة، التي أنزل بها القرآن الكريم٧.


١ هناك اتجاه إلى أن قوم عاد -مثلهم في ذلك قوم ثمود -إنما كانوا من شمال بلاد العرب، وليس من جنوبها: "انظر كتابنا" دراسات في التاريخ القرآني" الفصل السادس، عبد الرحمن الأنصاري: المرجع السابق: ص٨٨، البكري ١/ ١١٩، نهاية الأرب ص١٩"
وكذا Basor, ٧٣, ١٩٣٩, P.١٤-١٥. وكذا C. Forster, Op. Cit., P.٣٢
٢ الدينوري: الأخبار الطوال ص٧٨، وانظر: المعارف ص٢٧١.
٣ أبو الفداء ١/ ١٢٠، المحبر ص٣٨٤، تفسير المنار ٨/ ٤٩٥، ١٢/ ١١٤، عبد الوهاب النجار: قصص الأنبياء ص٤٩، قارن: تفسير روح المعاني ٨/ ١٥٤.
٤ الطبري: تاريخ الرسل والملوك، القاهرة ١٩٦٧، ١/ ٢٠٧.
٥ تاريخ الخميس ص١٠٤ تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٢١، العقد الثمين ١/ ١٣٤، شفاء الغرام ص١٣، وفاء الوفا ١/ ١٢٢-١٢٤، تاج العروس ٢/ ٣٥٢، لسان العرب ٢/ ٧٥٤، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٨٦، قارن: ياقوت ٤/ ٩٨.
٦ وفاء الوفاء ١/ ١٢٢-١٢٣.
٧ تاريخ الخميس ص١١٠، تاج العروس ٢/ ٣٥٢، تفسير روح المعاني ١٢/ ١٧٢-١٧٣، الطبقات الكبرى ١/ ٢٤.

<<  <   >  >>