للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢- ثمود:

تكاد تجمع الكتب العربية على أن ثمودًا١ إنما كان مقامها بالحجر إلى وادي القرى بين الحجاز والشام٢، على أن ارتباطها بعاد يقتضي تقاربهما في المكان، ولذا ذهب الأخباريون إلى أن ثمودًا إنما كانت باليمن قديمًا، فلما ملكت حميرًا أخرجوها إلى الحجاز٣، ولسنا في حاجة إلى التدليل الآن على خطأ هذا الاتجاه، فذلك أمر سبق لنا مناقشته في كتابنا "دراسات في التاريخ القرآن".

وعلى أي حال، فإن الدراسات الحديثة تثبت أن الثموديين قد عاشوا في شمال الجزيرة العربية منذ أعماق التاريخ، وتركوا لنا آثارًا ونقوشًا في كل مكان من هذه الأرضين، التي تمتد من الجوف شمالا إلى الطائف جنوبًا، ومن الأحساء شرقًا إلى يثرب فأرض مدين غربًا، ومن المسالك المؤدية إلى العقبة والأردن وسورية، وحتى في أرض حضرموت من جنوب الجزيرة، وإن ذلك لدليل على أن الثموديين كانوا في يوم ما السكان الأصليين لشمال شبه الجزيرة العربية٤.

وليس من شك في أن قصة ثمود أوضح بكثير من قصة عاد، فمنذ القرن الثامن


١ قدم المؤلف دراسة مفصلة عن "قوم ثمود" في كتابه "دراسات في التاريخ القرآني" شغلت الفصل السابع من الجزء الأول، ناقش فيها المؤلف الموضوعات التالية: ١- أصل الثموديين ٢- ثمود في الكتابات القديمة ٣- ثمود في القرآن الكريم ٤- عصر قوم صالح عليه السلام ٥- النقوش الثمودية ٦- المجتمع الثمودي.
٢ ابن كثير ١/ ١٣٠، أبو الفداء ١/ ١٢، الطبري ١/ ٢٢٦-٢٢٧، ابن الأثير ١/ ٨٩، مروج الذهب ٢/ ١٤، نهاية الأرب ١٣/ ٧١، البكري ٢/ ٤٢٦، المحبر ص٣٨٤، المعارف ص١٤، ياقوت ٢/ ٢٢١، تاريخ الخميس ص٨٤.
٣ جرجي زيدان: المرجع السابق ص٦٧ مبروك نافع: المرجع السابق ص٣٦.
٤ أحمد حسين شرف الدين: المرجع السابق ص٦١.

<<  <   >  >>