للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفصل الرابع: لفظة العرب مدلولها وتطورها التاريخي

لعل من الأفضل هنا أن نحدد معنى كلمة "عربي" وأصولها، تلك الكلمة التي تضاربت فيها آراء المفسرين، ولم يتفقوا على رأي واحد بشأنها، حتى أدلى بعضهم برأي أو بآخر، لا يعدو أن يكون مجرد حدس أو تخمين، فما هي المادة التي اشتقت منها كلمة عربي إذن؟، وما هو أقدم ذكر لها؟ وهل سمي سكان بلاد العرب أنفسهم عربًا؟ ومتى كان ذلك؟

إن علماء العربية أنفسهم حيارى في تعيين أول من نطق بالعربية، فبينما ذهب فريق إلى أن "يعرب بن قحطان" كان أول من أعرب في لسانه، وتكلم بهذا اللسان العربي، وأول من انعدل لسانه عن السريانية إلى العربية١، لأنه "أول من سجع في العربية الواسعة، ونطق بأفصحها وأبلغها وأوجزها، والعربية منسوبة إليه مشتقة من اسمه"٢، ولكنهم في نفس الوقت يجعلون العربية لسان أهل الجنة،


١ أبو الفداء ١/ ٦٦، المزهر في علوم اللغة ١/ ٣١-٣٢، تاج العروس ١/ ٣٧١، ٢/ ٤٣٧، نهاية الأرب ١٤/ ٣٣٩، المعارف ص١٣، المقدسي ٣/ ١٧٤، خلاصة الوفا ص١٦١، الإكليل ١/ ١١٦، ياقوت ٣/ ٩٦-٩٨، روح المعاني ١٢/ ١٧٢، ثم قارن: تفسير المنار ٨/ ٤٩٥، حيث يذكر رواية مرفوعة لابن عباس تذهب إلى أن هودًا كان أول من تكلم العربية، وأنه قد ولد له أربعة: قحطان ومقحط وقاحط وفالغ، فهو إذن أبو مضر، وقاحط وفالغ، فهو إذن أبو مضر، وقحطان أبو اليمن، ثم انظر: روح المعاني ٨/ ١٥٤، السمهودي: وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى -الجزء الأول- القاهرة ١٣٢٦هـ، ص١٢٢".
٢ عبد الملك بن قريب الأصمعي: تاريخ العرب قبل الإسلام، بغداد ١٩٥٩ ص٨، لسان العرب ١/ ٥٨٧، روح المعاني ٢/ ١٧٢، عبد العزيز سالم: المرجع السابق ص٧٥، ثم قارن: وفاء الوفا ١/ ١٢٢-١١٤.

<<  <   >  >>