للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- دومة الجندل:

وتسمى دومة الجندل الآن "الجوف"، وكان يطلق عليها في العصور الآشورية "أدوماتو"، وفي التوراة "دومة"، وفي جغرافية بطليموس "١Adomatho" "Doumatha"، وأما في المصادر العربية فهي "دومة الجندل"، نسبة إلى دوم "أو دومان أو دما أو دوماء" بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام٢ وعلى أي حال فقد نسبت إلى الجندل؛ لأن حصنها مبني بالجندل وهو الصخر، وهي في رأي "السكوني" حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيئ، كانت به بنو كنانة من كلب٣.

ودومة أو دومة الجندل، واحة آدوم الكبيرة، وتقع على مبعدة، ٤٠٠ كيلو متر إلى الشرق من البتراء عصامة الأنباط٤، على حافة النفود الكبير، ومن ثم فقد كانت ذات أهمية كبيرة في التاريخ القديم، إذ كانت تعتبر بمثابة قلعة الجزيرة العربية الشمالية في وجه المهاجمين من الشمال والشمال الشرقي، وإذا ما سقطت دومة الجندل تساقطت بالتالي باقي المدن المجاورة٥.

ونقرأ في حوليات العاهل الآشوري "تجلات بلاسر الثالث "التي عثر عليها في "كالح" عن جزية من "زبيبي" ملكة بلاد العرب، التي يرى "ألويس موسل" أن


١ W.F. Albright, Jras, ١٩٢٥, P.٢٩٣
وكذا F. Hommel- Op. Cit., P.٥٨١, ٥٩٤
٢ ياقوت ٢/ ٤٨٦-٤٨٧، البكري ٢/ ٥٦٥، وتلك رواية إسرائيلية في الواقع، حيث تذهب نصوص التوراة إلى أن سلالة إسماعيل إنما كانت تسكن في المنطقة الواقعة إلى شمال البحر الأحمر، وتمتد من حدود مصر حتى دومة الجندل "تكوين ٢١: ٢١، ألويس موسل: شمال الحجاز ص٦٧"
٣ ياقوت ٢/ ٤٨٧، قارن: البكري ٢/ ٥٦٤-٥٦٥.
٤ ألويس موسل: شمال الحجاز ص١٢٨.
٥ عبد الرحمن الأنصاري: المرجع السابق ص٨٢.

<<  <   >  >>