للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقرها إنما كان في "دومة الجندل"١، كما نقرأ في نقوش الملك "إسرحدون" "٦٨٠٦٦٩ق. م" أن أباه "سنحريب" "٥٠٧-٦٨١ق. م" قد أخضع أدوماتو "أدمو Adumu"" حوالي عام ٦٨٨ق. م، وأخذ أصنامها إلى عاصمته، والأمر كذلك بالنسبة إلى الأمير "تاربي" "تبؤة" "Tabua"، وكانت ملكة دومة الجندل "تلخونو" "تعلخونو" قد امتد سلطانها حتى حدود بابل، ثم وقفت بجانب الثوار البابليين ضد "سنحريب" "٧٠٥-٦٨١ق. م" ومن ثم فإن العاهل البابلي ما أن انتهى من القضاء على الثورة، حتى اته إلى دومة الجندل وفرض الحصار عليها٢، وهناك ما يشير إلى أن خلافا قد حدث بين الملكة وبين حزائيل -سيد قبيلة قيدار- الذي تولى قيادة الجيوش ضد سنحريب، مما أدى إلى استسلام الملكة وفرار حزائيل إلى البادية، فضلا عن أسر الأميرة تبؤة وأخذها إلى بابل، تمهيدًا لإعدادها لتكون ملكة على قومها، تعمل بأمر آشور، وتنفذ سياسة ملوكها فيما يختص بالأعراب٣، غير أن آمال الآشوريين في الملكة الجديدة قد خابت، فما أن يتم تعيينها ملكة على دومة الجندل حتى تفشل في مهمتها، ولعل السبب في ذلك إنما يرجع إلى العداء الدفين بين العرب والآشوريين، والذي ما كان في استطاعة تبؤة القضاء عليه٤.

وعلى أي حلال، فيبدو أن دومة الجندل كانت في هذه الفترة مركزًا دينيًّا مهما للقبائل العربية، كما أن هذه المنطقة قد عرفت في هذه الفترة حكم الملكات اللآتي كن يجمعن بين السلطتين الدينية والزمنية، ولعل أشهرهن زبيبه "زبيبي" وشمسي وتعلخونو وتبؤة٥.


١ A.T. Olmstead, Op. Cit., P.١٨٩. وكذا A. Musil, Arabia Deserta, P.٤٧٧
٢ D.D. Luckenbill, Ancient Records Of Assyria And Babylonia, Ii, ٥١٨
وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.٣٨ وكذا Anet, P.٢٩٠
وكذا A. Musil, Op. Cit., P.٤٨
٣ British Museum Tablets, K, ٣٠٨٧, ٣٤٠٥
وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.٣٨
٤ A.L. Oppenheim, In Anet, P.٢٩١
وكذا D.J. Wiseman, The Vassal - Treaties Of Esarhaddon, London, ١٩٥٨, P.٤
٥ عبد الرحمن الأنصاري: المرجع السابق ص٨٢
وكذا N. Abbot, Pre-Islamic Arab Queens, In Ajsl, ٥٨, ١٩٤١

<<  <   >  >>