للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"تعلخونو" وغيرهن١.

والأمر كذلك بالنسبة إلى النقوش المعينية أو السبئية في مصر أو في الحبشة، فضلا عن النقوش النبطية التي اكتشفت في بعض جزر اليونان، والتي تدل على المدى البعيد الذي بلغه أصحابها في النشاط التجاري والبحري، ومن هذا النوع ذلك النقش الذي اكتشف عام ١٩٣٦م في جزيرة "كوس" ببحر إيجه، فضلا عن نقشين نبطيين وجدا بالقرب من "نابولي"، إلى جانب نقش ثالث وجد في "روما"٢.

وهكذا أصبح لدينا الآن ما يساعدنا في تقديم صورة واضحة إلى حد ما، عما كان جاريًا في تلك البلاد منذ القرن التاسع قبل الميلاد، وحتى ظهور الإسلام، أي مدى ألف وخمسمائة سنة، سواء أكان ذلك من الناحية السياسية أو الدينية أو الاقتصادية٣.

وهكذا تظهر لنا أهمية الآثار في دراسة التاريخ والحضارة، بل لعلها من أهم -إن لم تكن أهم- ما يجب أن يعتمد عليه المؤرخ في دراسته، فهي الشاهد الناطق الوحيد الباقي لنا من تلك الأيام الخوالي، ومن هنا كانت أهميتها في تقديم صورة للحياة العامة في كل مناحيها المختلفة، فمثلا عن طريق الكتابات المعينية الشمالية التي وجدت في "العلا" استطعنا أن نعرف منها أن المعينيين الشماليين كانوا يستخدمون الكتابة والديانة المعينية التي عرفها المعينيون الجنوبيون، واستخدموها في وطنهم الأصلي١.


١ انظر: Nadia Abbot, Pre-Islamic Arab Queens, Ajsl, ٥٨, ١٩٤١.
وكذا D.D. Luckenbill, Ancient Records Of Assyria And Babylonia, Ii, Chicago, ١٩٢٧.
وكذا A.G. Lie, The Inscriptions Of Sargon Ii, Part, I, The Annals, ١٩٢٩.
وكذا A.L.Oppenheim, Babylonian And Assyrian Historical Texts, Anet, ١٩٦٦.
٢ انظر: مقالنا "العرب وعلاقاتهم الدولية في العصور القديمة "مجلة كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية" العدد السادس، الرياض ١٩٧٦ ص٢٨٧-٤٣٧، وكذا: سبتينو موسكاتي الحضارات السامية القديمة ص٣٥٥ وكذا
G.A Cooke, A Text-Book Of North Semitic Inscription, Oxford, ١٩٠٣, P. ٢٥٦-٧.
٣ أحمد فخري: دراسات في تاريخ الشرق القديم، القاهرة ١٩٦٣ ص١٢٥-١٢٦.
٤ ديتلف نلسن: المرجع السابق ص٤٢.

<<  <   >  >>