للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علي ينف"، الذي جاء ذكره على بعض النقوش التي عثر عليها في تلك المنطقة، وإن لم يكن هناك من دليل يؤيد وجهة النظر هذه١.

وعلى أي حال، فيبدو أن السبئيين إنما كانوا يحاولون الاستيلاء على معين على مراحل، وقد رأينا من قبل أنهم استولوا على "دبير" ثم اتخذوا منها مركزًا للإغارة على المعينيين، غير أن هناك ما يشير إلى أن "دبير" قد انفصلت عن سبأ، ثم عادت مرة أخرى إلى النفوذ السبئي على أيام "كرب إيل وتر"٢.

وجاء بعد ذلك المكرب "يثع أمر"، والذي يرى فيه "هومل" ابنًا لسلفه أو شقيقًا له٣، وأما "فلبي" فقد ذهب مرة إلى أنه أحد أبناء "سمه على ينف٤" وذهب مرة أخرى إلى أنه شقيق أو ابن شقيق سلفه٥، وأنه المعاصر للملك الآشوري سرجون الثاني "٧٢٢-٧٠٥ق. م"٦ وأنه قدم إليه الهدايا، بل إن هناك ما يشير إلى أن "تجلات بلاسر الثالث" "٧٤٥-٧٢٦ق. م" قد أخذ الجزية من تيماء وغيرها من الواحات العربية، فضلا عن "سبأ" والتي ربما تعني الجالية السبئية التي خلفت المعينيين في ديدان، ومن هنا فإنها ترد في النص بعد تيماء مباشرة٧.

وعلى أي حال، فهناك ما يشير إلى أن "يثع أمر" كان يحكم كذلك في شمال بلاد العرب، على مقربة من البادية "إما في أعالي الحجاز أو نجد، وإما في المناطق الجنوبية من الأردن"٨، إلا أن عثور بعثة ألمانية على نقش يفيد تقديم هدايا للملك الآشوري "سنحريب" "٧٠٥-٦٨١ق. م" من "كرب إيلو" السبئي، جعل العلماء يرون أن الملكين اللذين قدما الهدايا للآشوريين، إنما هما المكربان "يثع أمر" و"كرب إيلو"٩، وأن "يثع أمر" إنما قدم هداياه حوالي عام ٧١٥ق. م"١٠ ذلك لأننا


١فؤاد حسنين: المرجع السابق ص٢٩٠، وكذا D. Nielson, Op. Cit., P.٧٧.
٢ جواد علي ٢/ ٢٧٧، وكذا H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.١٥
٣ Handbuch, I, P.٧٧
٤ J.B. Philby, Op. Cit., P.١٤١
٥ Le Museon, Lxii, ٣-٤, ١٩٤٩, P.٢٤٨
٦ J.B. Philby, Op. Cit., P.١٤١
٧ A. Musil, The Northern Hegas, P.٢٨٨
وكذا Van Den Branden, Histoire De Thamoud, P.٧
٨ جواد علي ٢/ ٢٧٨، وكذا A. Musil, Arabia Deserta, P.٤٧٩
٩ جواد علي ٢/ ٢٧٨: وكذا Basor, ١٣٧, ١٩٥٥, P.٢٣٢
١٠ Basor, ١٤٣, ١٩٥٦, P.١٠

<<  <   >  >>