للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأضاف مساحات كبيرة للأراضي الزراعية١.

ونعرف من نقش "جلازر٥١٤" أن "سمه علي ينوف" قد ثقب حاجرًا في الحجر وفتح ثغرة فيه لمرور المياه إلى سد "رحب"، ثم إلى منطقة "يسرن" التي كانت تغذيها مسايل وقنوات عديدة تأتي بالمياه من حوض السد٢، وتبتلع مياهها من مسيل "ذنة" فتغذي أرضًا كانت، وما تزال، خصبة، يمكن للقوم الإفادة منها إذا ما استعملوا الآلات الحديثة لإيجاد المياه٣.

وليس هناك من شك في أن عهد "سمه علي ينوف" من أهم عهود مكاربة سبأ، فيما يتصل بالتأريخ لسد مأرب، وأن أقدم ما لدينا من وثائق عنه، إنما يرجع إلى عهد هذا المكرب، ربما إلى حوالي عام ٧٥٠ق. م، على رأي٤، وحوالي عام ٧٠٠ق. م، على رأي آخر٥.

وسار ولده وخليفته "يثع أمر بين" على سنته، ويبدو أن سد "رحب" لم يف بجميع احتياجات الأراضي الصالحة للزراعة، ومن ثم فقد عمل، "يثع أمر بين" على إدخال التحسينات على هذا السد، وإنشاء فروع له، ومنها فتح ثغرة في منطقة صخرية حتى تصل المياه إلى أرض "يسرن"، هذا إلى جانب تعلية "سد رحب" وتقويته، أضف إلى ذلك بناء سد "هباذ"، وهو أكبر من سد رحب، والذي كان على الأرجح البوابة الأخرى على اليسار٦، كما أقام سد الجبار المعروف باسم "سد حبابض" الذي مكن الأرض من الإفادة بأكبر كمية من المياه كانت تجري عبثًا، فلا تفيد زرعًا ولا ضرعًا٧.

ولعل هذا كله هو الذي دفع بعض الباحثين إلى اعتبار "يثع أمر" وأبيه "سمه


١ جواد علي ٢/ ٢٨١ وكذا R.L. Bowen And F. Albright, Op. Cit P.٧٣
وكذا D. Nielsen, Op. Cit., P.٧٩
٢ جواد علي ٢/ ٢٨١-٢٨٢، وكذا H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.٢٧
٣ جواد علي ٢/ ٢٨١، نزيه مؤيد العظم: رحلة في بلاد العرب السعيدة ص٨٨.
٤ جواد علي ٢/ ٢٨٢.
وكذا R.L. Bowen And F. Albright, Archaeological Discoveries In South Arabia, ١٩٥٨, P.٧
٥ جواد علي ٧/ ٢١٠ وكذا Ei, ٣, P.٢٩٠
٦ أحمد فخري: المرجع السابق ص١٨٣، جواد علي ٢/ ٢٨٢
وكذا R.L. Bowen And F. Albright, Op. Cit., P.٧٥
٧ فؤاد حسنين: المرجع السابق ص٢٩١، وكذا Ei, ٣, P.٢٩٠

<<  <   >  >>