للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إيل ذريح" بن "سمه علي" ثاني مكاربة سبأ، هو الذي بنى سور هذا المعبد المسمى "معبد أوام"، وأنه قد كرسه لإله القمر الموقاة، كما يسجل نقش آخر في الناحية الغربية من السور أن "إيل شريح" بن "سمه علي ذريح" ملك سبأ، الذي حكم في القرن السادس ق. م" "حوالي عام ٥٧٠ق. م"، و"يثع أمر بين" بن "يكرب ملك وتار" الذي حكم حوالي عام ٥٢٠ق. م، قد أتما بناء المعبد، هذا وهناك نقوش أخرى من عصور أحدث لملوك قاموا بأعمال خاصة في ذلك المعبد١.

على أن النقوش التي كشفت عنها البعثة الأمريكية في عام ١٩٥٢م، على مقربة من باب المعبد، إنما ترجع إلى عصور متأخرة، وبعضها يرجع إلى القرنين الثالث والرابع بعد الميلاد، أي أن هذا المعبد ظل يؤدي وظيفته في عبادة الإله الموقاة في مأرب قرابة ألف من الأعوام٢.

ولعل مما تجدر الإشارة إليه، أن هناك من يرى أن بقايا المعابد التي عثر عليها في روديسيا وفي أوغندة، إنما هي من المعابد المتأثرة بطراز معبد أوام "محرم بلقيس"، فإن بين هذه المعابد جميعًا شبهًا كبيرًا في طراز البناء وفي المساحة وفي الأبعاد كذلك٣.

وهناك على مبعدة ١٤٠٠م إلى الشمال الغربي من "محرم بلقيس"، وفي المنطقة المعروفة باسم "العمايد" نرى خمسة أعمدة قائمة، ارتفاع الواحد منها خمسة أمتار عن سطح الأرض، ومقاييس كل منها ٨٢ × ٦٣ سم، وقد أحاطت بها الخرائب من كل جانب، وطبقًا لما جاء في حجر مكتوب رآه "أرنو" عام ١٨٤٣م، نعرف أن اسم معبد العمايد هو "باران"، وأنه -طبقًا لما جاء في نقش "جلازر ٤٧٩"- قد شيد للإله الموقاة، وإن كانت الأعمدة الباقية- وكذا ما حولها من نقوش- لا تساعدنا على معرفة الملك الذي قام ببناء المعبد، أو حنى تحديد عصره بوجه عام، وليس أمامنا إلا الانتظار حتى تجري حفائر جديدة، قد نعرف منها ما هو في ضمير الغيب الآن٤.


١ أحمد فخري: المرجع السابق ص١٧٤-١٧٥، وانظر:
R.L, Bowen And F. Albright, Archaeological Discoveries In South Arabia, ١٩٥٨, P.٢١٥f
٢ أحمد فخري: المرجع السابق ص١٧٥.
٣ H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.٢٨
٤ أحمد فخري: المرجع السابق ص١٧٢، وكذا
H. Von Wissmann And M. Hofner, Op. Cit., P.٢٨

<<  <   >  >>