للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في عام ٥٦٣م١، وأخيرًا فإن هناك فريقًا رابعًا يرى أن النص إنما يتحدث عن معركتين، الواحدة قادها أبرهة عند "حلبان"، والأخرى قامت بها مجموعة قبائل من "تربة"٢ في بلاد بني عامر -وربما على مبعدة ثمانين ميلا إلى الجنوب الشرقي من الطائف٣.

وبعد أن فرغ أبرهة من القضاء على الثورات التي هبت ضده، وبعد أن انتهى من ترميم سد مأرب، انصرف إلى نشر المسيحية ومحاربة الأديان الأخرى في بلاد العرب، فقوى ساعد مسيحي بلاد العرب الجنوبية، واتخذ من "نجران" مركزًا رئيسيًّا لحملته الدينية، فنجد جماعة مسيحية في صحراء اليمامة -في منتصف الطريق بين اليمن والحيرة- وفي يثرب، وعلى امتداد الطريق التجاري إلى فلسطين وسورية٤ وتبع ذلك إنشاء الكنائس في أنحاء مختلفة من اليمن، لعل أهمها مأرب ونجران وصنعاء، وفي هذه الأخيرة بنى كنيسته المشهورة "القليس" بغية أن يصرف الحجيج من مكة إلى صنعاء، فيكسب من ذلك فوائد مادية وسياسية وأدبية، وبالتالي فقد كان ذلك سببًا في حملته المشهورة على مكة في العام المعروف بعام الفيل٥- الأمر الذي


١ Le Museon, ١٩٦٥, ٣-٤, P.٢٤٧
٢ جواد علي ٣/ ٤٩٦Bsoas, ١٩٥٤, P.٣٩١ وكذا Le Museon, ١٩٦٥, ٣-٤, P.٤٢٦
وكذا
٣ البكري ١/ ٣٠٨.
٤ فؤاد حسنين: المرجع السابق ص٣٠٤.
٥ انظر عن حملة أبرهة على مكة: مقالنا "العرب وعلاقاتهم الدولية في العصور القديمة" -مجلة كلية اللغة العربية- العدد السادس، ١٩٧٦ من ٢٨٧-٤٣٧، وكذا: تاريخ الطبري ٢/ ١٣٠-١٣٩، ابن الأثير ١/ ٤٤٢-٤٤٥، ابن كثير ٢/ ١٧٦٠-١٧١، نهاية الأرب ١/ ٢٥١-٢٦٤، تاريخ الخميس ص٢١٢-٢١٧، صحيح الأخبار ٣/ ٢١-٢٢، الاشتقاق ص٣٠٦، مطلع النور ص١٢١-١٢٢، ياقوت ٣/ ٥٣-٥٤، ٥/ ١٦١-١٦٢، تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٥١ ٢٥٣، ٢/ ٧، ابن هشام ١/ ٤٣-٥٢، الطبقات الكبرى ١/ ٥٥-٥٧، دلائل النبوة ١/ ٥٧، ٦٢-٦٦، أعلام النبوة للماوردي ص١٤٩، الأزرقي ١/ ١٤٠-١٤٨، دلائل النبوة للأصفهاني ص١٠٠، الإمام محمد عبده: تفسير جزء عم ص١٢١-١٢٢، تفسير الطبري ٣٠/ ٣٠٠-٣٠٢، تفسير ابن كثير ٨/ ٥٠٣-٥١١ "طبعة الشعب" تفسير النيسابوري ٣٠/ ١٦٣، تفسير البيضاوي ٢/ ٥٧٦، تفسير الكشاف ٣/ ٢٨٨، تفسير الجلالين "نسخة على هامش البيضاوي" ٢/ ٥٧٦-٥٧٧، في ظلال القرآن ٨/ ٦٦٤-٦٧٥، تفسير روح المعاني ٣٠/ ٢٣٣-٢٣٧، الدر المنثور في التفسير بالمأثور ٦/ ٣٩٤، المعارف ص٣١٢، حياة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ١٠١-١-٢، مروج الذهب ٢/ ١٠٤-١٠٦، تفسير القرطبي ص٧٢٧٧-٧٢٩٠ "طبعة الشعب".

<<  <   >  >>