للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بغي أو قتال، إلى أن قدمت قبائل "الأزد" مهاجرة من اليمن، في فترة لا نستطيع تحديدها على وجه اليقين، ونازعت واحدة من هذه القبائل "خزاعة" جرهم أمر البيت، حتى استولت عليه وطردت جرهم من مكة، ولم يلبث أبناء إسماعيل أن انتشروا في أنحاء الجزيرة العربية، وخاصة في شمالها، وليست أسماء القبائل التي تنسب إلى إسماعيل، إلا أسماء أبنائه أو أحفادهم١.

وتاريخ بني إسماعيل من هذه الفترة، وحتى عهد قصي، غامض غموضا شديدا، ولا يعرف حنى المؤرخون العرب كيف يملئون فراغ هذه القرون المتطاولة، ولا تبزغ شمسهم -مشبعة بالغيوم- فوق أفق التاريخ الحقيقي، إلا من عهد قصي في منتصف القرن الخامس الميلادي، على أن هذا لا يمنعنا أن نذكر -طبقًا لروايات الإخباريين- أنهم هم الذين قاموا على الحكومة والبيت في مكة، ثم تلاهم الجراهمة، فالخزاعيون، ثم ردت إليهم بضاعتهم من جديد، على أيام قصي بن كلاب٢.


١ مروج الذهب ٢/ ٢٢-٢٤، الأخبار الطوال ص٩-١٠، صبح الأعشي ١/ ٣١٥، العقد الثمين ١/ ١٣١-١٣٢، تاريخ الخميس ص١٢٤-١٢٦، أحمد إبراهيم الشريف: مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسول ص١٠١، مبروك نافع: المرجع السابق ص١٣٣، ابن هشام ١/ ١٢٥.
٢ مبروك نافع: المرجع السابق ص١٣٣، تاريخ الطبري ٢/ ٢٨٤، المعارف ص٣١٣، ابن سعد ١/ ٣٦-٤٢، ابن خلدون ٢/ ٣٣٢-٣٣٥، شفاء الغرام ٢/ ٤٨-٥٤، اليعقوبي ١/ ٢٢٢، الأزرقي ١/ ٨٢-٨٧.

<<  <   >  >>