للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويتولى هاشم السقاية والرفادة بعد أبيه عبد مناف، ويروي المؤرخون أنه كان غياث قومه في عام المجاعة، فرحل إلى فلسطين حيث اشترى كميات من الدقيق وقدم بها إلى مكة، فبذل طعامه لكل نازل بالبلد المقدس أو وارد عليه، وسمي بالهاشم من ذلك اليوم لهشمه الثريد ودعوة الجياع إلى قصاعه، بدلا من اسمه الأصلي عمرو، ومما يروى عنه كذلك أنه أول من سن الرحلتين لقريش، رحلة الشتاء والصيف، وحقيقة ذلك فيما يخلص لنا من سوابق الرحلات أنه كان يحمي تلك الرحلات وينظمها، فنسب إليه أنه أول من سنها١.

هذا بالإضافة إلى أن الرجل العظيم قد عقد بنفسه مع الإمبراطورية الرومانية، ومع أمير غسان، معاهدة حسن جوار ومودة، وحصل من الإمبراطور الروماني على الإذن لقريش بأن تجوب الشام في أمن وطمأنينة، كما عقد نوفل والمطلب حلقا مع فارس، ومعاهدة تجارية مع الحميريين في اليمن٢.

ويذهب الأخباريون إلى أن هاشما وعبد شمس توأمان، وأن أحدهما ولد قبل الآخر وأصبع له ملتصقة بجبهة صاحبه، فنحيت فسال الدم، فقيل يكون بينهما دم، ومن ثم فإنهم يرون أن أمية بن عبد شمس قد حسد هاشما على رياسته وإطعامه، فتكلف أن يصنع مثله، ولكنه قد عجز، ومن ثم فقد شمت به ناس من قريش، وتنافر هو وهاشم، وانتهى الأمر بجلاء أمية عن مكة عشر سنين، فكان ذلك أول خلاف بين بني هاشم وبني أمية٣.


١ تاريخ الطبري ٢/ ٢٥١-٢٥٢، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٣٣٦-٣٣٧، تاريخ الكعبة المعظمة ص٢٨٥-٢٨٦، ابن هشام ١/ ١٤٥٠١٤٦، أنساب الأشراف ١/ ٥٨، الاشتقاق ١/ ١٣، المقدسي ٤/ ١٢٨-١٢٩، ابن سعد ١/ ٤٣-٤٤، ذيل الأمالي والنوادر ص١٩٩-٢٠٠، حياة محمد ص١١٢، العقاد: المرجع السابق ص١٢٠، الأزرقي ١/ ١١١، تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٤٢-٢٤٣، صبح الأعشي ١/ ٣٥٨، نهاية الأرب للقلقشندي ص٣٩٥، العقد الثمين ١/ ١٤٨، بلوغ الأرب ٢/ ٢٨٤، شفاء الغرام ٢/ ٧٧، ٨٨.
٢ تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٤٢-٢٤٣، تفسير الفخر الرازي ٣١/ ١٨٠، ثمر القلوب للثعالبي ص١١٥-١١٦، ذيل الأمالي والنوادر ص١٩٩، حياة محمد ص١١٥، وكذا
L. Caetani, Annali Dell' Islam, ١٩٠٥, P.١٠٩
٣ ابن الأثير ٢/ ١٦-١٧، تاريخ الطبري ٢/ ٢٥٢-٢٥٤، تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٤٢، ابن سعد ١/ ٤٤، ٥٢، شفاء الغرام ٢١/ ٨٥، نسب قريش ص١٤، بلوغ الأرب ٢/ ٢٨٣-٣٨٤، نهاية الأرب ١/ ٣٠٧-٣٠٨، المقريزي: كتاب النزاع والتخاصم فيما بين بني أمية وبني هاشم ص٢، ٧ جواد علي ٤/ ٧١-٧٢، عبد المنعم ماجد: المرجع السابق ١/ ١٠٣-١٠٤، قارن: تفسير المنار ١١/ ٩٧.

<<  <   >  >>