للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتصيف بتدمر١.

وينسب الأخباريون إلى الزباء كثيرا من القصص، بعضها لطيف وبعضها غريب، وإن كان معظمه بعيد عن الحقائق التاريخية، فإذا ما تجاوزنا الاختلاف في نسبها، بل وحتى في اسمها "الزباء، فارغة، ميسون، ليلى"، لرأينا بعضهم ينسب إليها شعرا، وبعضهم ينسب إليها حكما وأمثالا، في لغة عربية بليغة، وإن كان هذا ليس غريبا، على من ينسبون إلى آدم وإلى إبليس شعرا مضبوطا وفق قواعد النحو والصرف، ومن ثم فليس من العجيب أن ينسبوا إلى الزباء شعرا كذلك٢.

وهناك رواية تزعم أن "جذيمة الأبرش" ملك الحيرة، كان قد قتل والد الزباء "عمرو بن الظرب"، ومن ثم فقد أرادت الزباء أن تثأر لأبيها، غير أن أختها "زبيبة" قد نصحتها بترك الحرب، واصطناع الحيلة عن طريق دعوة جذيمة إلى تدمر ثم قتله، وهكذا تنجح الزباء في استدعاء جذيمة إلى عاصمتها وفي قتله، إلا أن ابن أخته وخليفته "عمرو بن عدي" سرعان ما يحتال على الزباء، بمساعدة "قصير"، فينتقم منها في مدينتها، وذلك بأن حمل إلى تدمر رجالا في جوالق كبيرة، يستطيع عن طريقهم القضاء على حرس الزباء التي تهرب إلى نفق كانت قد حفرته في قصرها لمثل هذه الظروف، غير أن "قصيرا" -وكان على علم بسر النفق- سرعان ما يضع في طريقها "عمر بن عدي"، الذي ما أن تراه الزباء، والسيف في يده، حتى تمص خاتمها المسموم، قائلة "بيدي لا بيد عمرو"، ومع ذلك فإن عمرا قد أطاح رأسها بسيفه، وأخذ بثأره٣.


١ مروج الذهب ٢/ ٦٩، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٢٦١، تاريخ الطبري ١/ ٦١٧-٦١٨، حمزة الأصفهاني: المرجع السابق ص٦٥، جواد علي ٣/ ١٠٣-١٠٤.
وكذا P.K. Hitti, Op. Cit., P.٧٦
ثم قارن Caussin De Perceval, Op. Cit., ٢, P.١٩٨
٢ ابن الأثير ١/ ٣٤٥، تاريخ الطبري ١/ ٦٢٥، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٢٥٩-٢٦١، مروج الذهب ٢/ ٧٢، جواد علي ٣/ ٦١، سعد زغلول: المرجع السابق ص١٥٦-١٥٧، قارن:
Caussin De Perceval, Op. Cit., Ii, P.٢٨
٣ تاريخ اليعقوبي ١/ ٢٠٨-٢٠٩، ابن الأثير ١/ ٣٤٥-٣٥١، مروج الذهب ٢/ ٦٩-٧٣، بلوغ الأرب ٢/ ١٨١-١٨٣، تاريخ ابن خلدون ١/ ٢٥٩-٢٦٢، الميداني ١/ ٢٣٣-٢٣٧، المعارف ص٢٨٢، المقدسي ٣/ ١٩٦-١٩٩، تاريخ الطبري ١/ ١/ ٦١٨-٦٢٧، جرجي زيدان: المرجع السابق ص٩٢، محمد مبروك نافع، المرجع السابق ص٩٩-١٠٠، محمد الخضري: تاريخ الأمم الإسلامية ١/ ٣٠، جواد علي ٣/ ١٠٤-١٠٦.

<<  <   >  >>