للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن نفذوا وعيدهم، وقتلوا الرجل١.

وهناك رواية تذهب إلى أن حجرا لما علم أنه ميت، كتب وصيته ثم دفعها إلى رجل، أمره أن ينطلق إلى أكبر أولاده "نافع"، فإن بكى وجذع فليذهب إلى غيره، وهكذا حتى يصل إلى أصغرهم وهو امرؤ القيس، فإن لم يجزع دفع إليه الوصية، وتستطرد الرواية إلى أن الرجل إنما وجد امرأ القيس في "دمون" من أرض اليمن، يلعب النرد ويشرب الخمر مع بعض رفاقه، فلما دفع إليه الرسالة لم يجزع، وإنما سأل الرحل عن أمر أبيه كله، فلما أخبره بما حدث، انتوى الثأر قائلا: "الخمر والنساء على حرام، حتى أقتل من بني أسد مائة، وأطلق مائة"، ثم قال قولته المشهورة: "ضيعني صغيرا، وحملني دمه كبيرا، لا صحوا اليوم ولا سكر غد، اليوم خمر، وغدا أمر"٢.

وامرؤ القيس هذا، هو أصغر أولاد "حجر بن الحارث الكندي" من زوجه "فاطمة بنت ربيعة بن الحارث بن زهير التغلبية" وأخت "مهلهل وكليب بن وائل" على رأي٣، و"تملك بنت عمرو بن زبيد بن مذجح" رهط عمرو بن يعد يكرب، على رأي آخر،٤، وإن ذهب البعض إلى أن ذلك إنما كان لقبًا لها، وقد سمت العرب نساءها "تملك"٥، ويعرف امرؤ القيس بالملك الضليل، وبذى القروح٦،


١ ابن الأثير ١/ ٥١٤-٥١٥، الأغاني ٢/ ٦٣، ٩/ ٨١، تاريخ اليعقوبي ١/ ٢١٧، خزانة الأدب ١/ ١٥٩ وما بعدها، المحبر ص٣٧٠، تاريخ ابن خلدون ٢/ ٢٧٤، أيام العرب في الجاهلية ص١١٢-١١٤، شعراء النصرانية ص٥٩٨، الشعر والشعراء ص٥٠-٥١، محمد صالح سمك: أمير الشعراء في العصر القديم ص٢٤-٢٥، وانظر: ديوان عبيد بن الأبرص ص١٣٨-١٣٩، ثم قارن: ابن حزم: جمهرة أنساب العرب ص٤٢٧ "دار المعارف ١٩٦٢م".
٢ ابن الأثير ١/ ٥١٥-٥١٦، نهاية الأرب ٣/ ٢٦، ياقوت ٣/ ٧، الأغاني ٩/ ٨٥-٨٦ "دار الكتب المصرية"، أيام العرب في الجاهلية ص١١٥-١١٦، البكري ٢/ ٥٥٧، الهمداني: صفة جزيرة العرب ص٨٥.
٣ الأغاني ٨/ ٦٠، ابن الأثير ١/ ٥١٦، الشعر والشعراء ص٥٧، تاريخ اليعقوبي ١/ ٢١٧، وكذا
Ei, Ii, P.٤٧٧
٤ الأغاني ٨/ ٦١، وكذا G. Olinder, Op. Cit., P.٩٥
٥ عمر فروخ: تاريخ الجاهلية ص٩٢.
٦ ابن كثير: البداية والنهاية ٢/ ٢١٩، الأغاني ٨/ ٦١، الشعر والشعراء ص٥٠، خزانة الأدب للبغدادي ٣/ ٤٣٢، العمدة لابن رشيق ١/ ٤١-٤٢، ٩٧، وانظر: محمد فريد أبو حديد: الملك الضليل، القاهرة ١٩٤٤، وكذا G. Olinder, Op. Cit., P.٩٥

<<  <   >  >>