للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على سفرتي رسل قمبيز وبطليموس الأول عبر صحراء جرداء١، وكذلك اعتبر "إيراتوسثينيس" -كما أشرنا آنفًا- الخط الفاصل بين بلاد العرب السعيدة والصحراوية هو الذي يبدأ من "هيرابوليس" إلى بابل مارًّا بالبتراء، علمًا بأن الجغرافيين اليونانيين- وحتى الرومان من بعدهم- لم يضعوا صحراء النفود الكبرى ضمن بلاد العرب الصحراوية، وإنما جعلوها جزءًا من العربية السعيدة٢.

أضف إلى ذلك أننا لم نقرأ في كتاباتهم شيئًا عن المدن الهامة كتيماء ودومة الجندل، فضلا عن وادي السرحان الذي ذكره الجغرافيون وبعض المؤرخين التالين لهم تحت اسم "سيرميون- بيديون" "Syrmaion Pedion"، مما يدل على أنهم لم يذهبوا إلى هذه المناطق، وإنما اعتمدوا في الكتابة عنها على معلومات شفهية متداولة، وإن كان هذا لا يعني أن التغلغل اليوناني في المناطق الشمالية من بلاد العرب كان معدومًا، فهناك معالم كثيرة يغلب عليها الطراز اليوناني في العمارة، إلى جانب كثرة ما وجد من النقود اليونانية٣.


١ سامي الأحمد: المرجع السابق ص٦٠٣-٦٠٤ وكذا
ARRIAN, ANABASIS OF ALEXANDER THE GREAT AND INDICA, EDITED BY E.J, CHINNOCK, "LONDON, ١٨٩٣", CH.٤٣
٢ سامي سعيد الأحمد: نظرات في جغرافية شبه الجزيرة العربية في المصادر اليونانية القديمة، مجلة العرب، العدد السابع، السنة الثالثة، أبريل ١٩٦٩، ص٦٠٤.
٣ سامي الأحمد: المرجع السابق ص٦٠٤.

<<  <   >  >>