للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجدنا الوليد بن اليزيد مباركًا ... شديدًا بأعباء الخلافة كاهله١

يريد "يزيد". وبذلك على أن الاسم لا يثنى إلا بعد أن يخلع عنه ما كان فيه من التعريف جواز دخول اللام عليه بعد التثنية في قولك: "الزيدان والعمران"، ولو كان التعريف الذي كانا يدلان عليه ويفيدانه مفردين باقيًا فيهما؛ لما جاز دخول اللام عليهما بعد التثنية كما لا يجوز دخولها عليهما قبل التثنية في وجوه الاستعمال في غالب الأمر.

ومما يوكد علمك بجواز خلع التعريف عن الاسم قول الشاعر٢:

علا زيدنا يوم النقا رأس زيدكم ... بأبيض من ماء الحديد يمان٣

فإضافته الاسم تدل على أنه خلع عنه ما كان فيه من تعرفه، وكساه التعريف بإضافته إياه إلى الضمير؛ فجرى في تعرفه مجرى أخيك وصاحبك، وليس بمنزلة زيد إذا أردت العلم؛ فعلى هذا لو سألت عن زيد عمرو في قول من قال: رأيت زيد عمرو، ومررت بزيد عمرو لما جازت الحكاية، ولكان الاستفهام بالرفع لا غير: من زيد عمرو؟ ولا يجوز: من زيد عمرو؟ ولا: من زيد عمرو؟ على الحكاية، كما أنك لو قال: "مررت بصاحب جعفر"؛ لرفعت البتة، فقلت: من صاحب جعفر؟ لأن صاحب جعفر ليس علمًا كزيد وعمرو؛ فتجوز لك الحكاية وكذلك أيضًا "زيد عمرو"،


١ والبيت يمدح فيه ابن ميادة الوليد بن اليزيد بأن كاهله يحمل فوقه أعباء الخلافة التي تثقله، ولكنها ثقل مبارك يسعد الوليد بن اليزيد.
أعباء: "م" عبء، وهو الحمل الثقيل من أي شيء كان. القاموس المحيط "١/ ٢٢".
كاهله: من الإنسان: ما بين كتفيه، أو موصل العنق في الصلب. القاموس "٤/ ٤٧".
٢ قيل هو رجل من طيئ.
٣ البيت ذكره صاحب الخزانة "١/ ٣٢٧" ولم ينسبه، وكذا في شرح المفصل "١/ ٤٤" ولم ينسبه.
يوم النقا: هو يوم موقعة، والنقا: الكثيب من الرمل "ج" أنقاء. القاموس "٤/ ٣٩٧".
أبيض: من أسماء السيف. القاموس المحيط "٢/ ٣٢٥".
يمان: ينسب في صناعته إلى بلاد اليمن.
والشاهد في البيت أنه عرف العلم بالإضافة فخلع عنه "ال".
إعراب الشاهد:
زيدكم: زيد مضاف إليه مجرور بالإضافة وهو مضاف و"كم" ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>