للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نحو رَعْشَنٍ١، وضَيْفَنٍ٢، وخَلْبَنٍ٣، وعَلْجَنٍ٤، وفَرْسَنٍ٥، وكذلك أيضًا حذف من اللفظ في الوقف، فقالوا: هذا صالحْ، ومررت بجعفرْ، ولم يقفوا عليه لما ذكرناه من كراهيتهم شبهه بحرف الإعراب.

فإن قلت: إن الهاء التي تبين بها الحركة زائدة أيضًا ولاحقة في الوقف، ومع ذلك فقد أثبتوها في اللفظ والخط، فقالوا: ارْمِهْ، واغزُهُ، وهُنَّهْ، وضربتُكَنَّهْ، وقال٦:

ويقلن شيْبٌ قد علاكَ ... وقد كبِرتَ، فقلتُ: إنَّهْ٧

في أحد القولين٨، فلم أثبتت الهاء وحذف التنوين؟

فالجواب: أن بين الحرفين فرقًا، وذلك أن هذه الهاء إنما هي أحد لواحق الوقف، والخط إنما وضع على الوقف دون الوصل، ولذلك أثبتت فيه همزات الوصل، فقالوا: ألا اضربْ زيدًا، ويا محمد اقتضِ بكرًا، فكأنهم قالوا: "ألا" ثم قالوا مبتدئين: اضرب زيدًا، وكأنهم قالوا: يا محمد، ثم استأنفوا، فقالوا: اقتضِ بكرًا، فلما كان موضوع الخط إنما هو على الوقف، وكانت هذه الهاء إنما هي من أغراض الوقف ثبتت في الخط، وليس التنوين كذلك، إنما هو لاحق في الوصل علامة للخفة والتمكن وفصلا بين المتحركات في الإدراج، فلما صرت إلى الوقف، وزال الإدراج استغني عنه، فحذف لذلك، ولما كنا قدمناه أيضًا من ضعفه ومخافة شبهه بحرف الإعراب.


١ رَعْشَنٍ: المرتعش، والجبان. القاموس المحيط "٢/ ٢٧٥".
٢ وضَيْفَنٍ: الذي يتبع الضيف. القاموس المحيط "٣/ ١٦٦".
٣ وخَلْبَنٍ: الحمقاء. القاموس المحيط "١/ ٦٣".
٤ وعَلْجَنٍ: الناقة الكناز اللحم. القاموس المحيط "١/ ٢٠٠".
٥ وفَرْسَنٍ: مقدم خف البعير. القاموس المحيط "٢/ ٢٣٦".
٦ قيل هو: عبيد الله بن قيس الرقيات، والبيت في ديوانه "ص٦٦".
٧ الشاهد فيه "إنَّه" حيث أثبت الهاء وحذف التنوين.
٨ القول الأول: هو أن "إن" بمعنى أجل والهاء للسكت.
والقول الآخر: أن "إن" ناسخة، والهاء اسمها والخبر محذوف يقدر.

<<  <  ج: ص:  >  >>