للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحو بيت الكتاب١:

وكنتَ إذْ كنتَ إلهِي وحدَكا ... لم يكُ شيءٌ يا إلهي قبلَكا٢

فلما قدره يك جاء بالحق بعدما جاز الحذف في النون وهي ساكنة تخفيفًا، فبقي محذوفًا بحاله، فقال: لم يكُ الحقُّ، ولو كان قدره يكُنْ، فبقَّى النون، ثم جاء بالحق لوجب أن تكسر نونه لالتقاء الساكنين، فتقوى بالحركة، فلا تجد سبيلا إلى حذفها إلا مستكرَهًا، فكان يجب أن تقول: لم يكنِ الحقُّ.

فأما ما لا بد من القضاء بحذفه لالتقاء الساكنين فبيت الكتاب٣:

فلستُ بآتيه ولا أستطيعه ... ولاكِ اسقني إن كان ماؤكَ ذا فضلِ٤

فهذا أراد: ولكنْ اسقني، فحذف النون لالتقاء الساكنين البتة.

ومثله قول الآخر٥:

ولا تطلُبا لي أيِّمًا إن طلبتما ... فإن الأيماى لسنَ لي بشُكُول

ولاكِ اطلبا لي ذات بعل محلها ... رواءٌ وخيمٌ بالعذَيبِ ظليلُ٦

أراد: ولكن اطلبا لي. وهو مع ذلك أقبح من حذف نون "مِنْ" من قبل أن أصل لكنِ المخففة لكنَّ المشددة، فحذفت إحدى النونين تخفيفًا، فإذا ذهبت تحذف النون الثانية أيضًا أجحفت بالكلمة، فلهذا كان أقبح من حذف نون "من".


١ نسبه صاحب الكتاب إلى عبد الله بن عبد الأعلى القرشي "١/ ٣١٦" وشرح المفصل ط٢/ ١١"، والعيني "٣/ ٣٩٧".
٢ الشاهد فيه "يك" حيث حذفت النون تخفيفًا.
إعرابه: "يك" فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة.
٣ سبق تخريجه.
٤ الشاهد فيه "ولاك اسقني" حيث حذفت النون لالتقاء الساكنين يريد "ولكن".
٥ البيت الأول ذكر في اللسان مادة "شكل" ونسبه إلى أبي عبيد. "١١/ ٣٥٦".
٦ الشكول: جمع الشكل، وهو الشبه والمثل. القاموس المحيط "٣/ ٤٠١".
بعل: زوج.
والشاهد فيه "ولاك اطلبا لي" حيث حذفت النون لالتقاء الساكنين.

<<  <  ج: ص:  >  >>