للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: فأضف إليه غيره، واجمعه مع سواه. فـ "يثبي" أي: يجمع، وقولهم "يثبي" يدل على أن اللام معتلة، وأن الثاء والباء فاء وعين، وقولهم "ثَبَّيْتُ" لا يدل على أن اللام ياء دون الواو، لقولهم "عَدَّيْتُ" و"خَلَّيْتُ" كما قالوا "قَضَيْتُ" و"سَقَيْتُ"، فالقبيلان إذا صارا إلى هذا متساويان، ولكن الذي ينبغي أن يقضى به في ذلك أن تكون من الواو، وأن يكون أصلها "ثُبْوة" وذلك أن أكثر ما حذفت لامه إنما هو من الواو، نحو "أبٍ" و"أخٍ" و"غدٍ" و"هَنٍ" و"حَمٍ" و"سَنَةٍ" فيمن قال "سَنَوَات" و"عِضةٍ" فيمن قال "عَضَوَات" و"ضَعة"١ لقولهم "ضَعَوَات" و"ابن" لقولهم "بِنْتٌ" و"بُنُوَّةٌ" و"قُلةٍ" لقولهم "قَلَوْتُ بالقُلة"٢.

فهذا أكثر مما حذفت لامه ياء، فعليه ينبغي أن يكون العمل، وبه أيضًا وصى أبو الحسن٣، فقد ثبت أن أصل "ثبة" "ثبوة".

والقول في "ظُبة" أيضًا كالقول في "ثُبة" ولا يجوز أن يكون المحذوف منها فاء ولا عينًا، أما امتناع الفاء فلأن الفاء لم يطرد حذفها إلا في مصادر بنات الواو، نحو "عِدة" و"زِنة" و"جِدة" وليست "ظُبة" من ذلك، وأوائل تلك المصادر أيضًا مكسورة، وأول "ظُبة" كما ترى مضموم، ولم تحذف الواو فاء من "فُعْلة" إلا في حرف شاذ حكاه أبو الحسن، ولا نظير له، وهو قولهم في "الصِّلة": "صُلة" ولولا المعنى وأنا قد وجدناهم يقولون في معناه "صلة" وهي محذوفة الفاء بلا محالة لأنها من "وَصَلْتُ" لما أجزنا أن تكون "صُلة" محذوفة الفاء، فقد بطل إذن أن تكون "ظبة" محذوفة الفاء، ولا تكون أيضًا محذوفة العين، لأن ذلك لم يأت إلا في "سَهٍ" و"مُذْ" وهما حرفان نادران لا يقاس عليهما غيرهما.


والشاهد: مجيء كلمة "ثب" في صيغة الأمر بمعنى "اجمع".
إعراب الشاهد: ثب" فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
وما: اسم موصول مبني في محل نصب مفعول به.
سلفته: سلف: فعل ماضٍ مبني والتاء فاعل، والهاء مفعول به.
من: حرف جر.
وشكد: اسم مجرور. و"من شكد" متعلق بـ "سلف" وجملة "سلفته من شكد" لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.
١ الضعة: شجر بالبادية.
٢ قلوت بالقلة: ضربت. اللسان "١٥/ ١٩٩".
٣ الممتع "ص٦٢٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>