للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاهلية وإبطال ضلالاتهم الشركية، وقد كان خلقه القرآن، وما أنزله الله عليه من البيان، وقد نظرنا إلى الكتب المؤلفة في أذكاره وأدعيته فلم نر فيها دعاء التجأ فيه إلى غير الله، هذا كتاب (الأذكار) للنووي فيه من الأدعية السنية ما هو معلوم الصحة، وهذا كتاب (نزل الأبرار في الأدعية والأذكار) ١ وهذا كتاب (الكلم الطيب والعمل الصالح) لشيخ الإسلام، وهذا كتاب (الحصن الحصين) للشيخ محمد الجزري، جميع ما في هذه الكتب من الأدعية كلها من الله تعالى، ليس فيها كلمة دالة على الطلب من غيره تعالى، والله تعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ٢ فينبغي أن يتأسى كل مسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتدي به في أقواله وأفعاله، ويسلك في ذلك مسلك الصحابة والتابعين لهم بإحسان من الأئمة والمجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين.

ما كان يقوله صلى الله عليه وسلم في طلب النصر: "اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم"٣ وكان إذا غزا قال: "اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل"٤ وعن أنس قال: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فلقي العدو، فسمعته يقول: " يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين". فلقد رأيت الرجال تصرعها تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها) ٥. وكان يقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم، ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، اعتصمنا بالله، استعنا بالله، توكلنا على الله" ويقول: (حصنتنا كلنا أجمعين بالحي القيوم الذي لا يموت أبداً، ودفعت عنا السوء بلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) ويقول: (يا قديم الإحسان، يا من إحسانه فوق كل إحسان، يا مالك الدنيا والآخرة، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال


١ للعلامة صديق حسن خان القنوجي- رحمه الله-.
٢ سورة الأحزاب: ٢١.
٣ أخرجه البخاري (٤١١٥) ومسلم (١٧٤٢) .
٤ أخرجه البخاري (٥٩٧) ومسلم (٦٨٤) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
٥ أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٣٣٦) بإسناد ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>