للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإكرام، يا من لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه، انصرنا على أعدائنا هؤلاء وغيرهم، وأظهرنا عليهم في عافية وسلامة عامة عاجلا) ١.

وفي كتاب (الحصن الحصين) من ذلك شيء كثير، وهو للإمام الكبير محمد الجزري رحمه الله تعالى، وقد قال في خطبة الكتاب المذكور: "هذا الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين، وسلاح المؤمنين، من خزانة النبي الأمين، والهيكل العظيم من قول الرسول الكريم، والحرز المكنون، من لفظ المعصوم المأمون، بذلت فيه النصيحة، وأخرجته من الأحاديث الصحيحة، أبرزته عدة عند كل شدة، وجردته جنة تقي من شر الناس والجنة، تحصنت به فيما دهم من المصيبة، واعتصمت من كل ظالم بما حوى من السهام المصيبة، وقلت:

ألا قولوا لشخص قد تقوى ... على ضعفي ولا يخشى رقيبه

خبأت له سهاماً في الليالي ... وأرجو أن تكون له مصيبة

قال: ولما أكملت ترتيبه وتهذيبه طلبني عدو لا يمكن أن يدفعه إلا الله تعالى فهربت منه مختفياً وتحصنت بهذا الحصن، فرأيت سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وأنا جالس على يساره، وكأنه يقول: ما تريد؟ فقلت: يا رسول الله ادع الله لي وللمسلمين، فرفع يديه الكريمتين وأنا أنظر إليهما فدعا ثم مسح بهما وجهه الكريم، وكان ذلك ليلة الخميس، فهرب العدو ليلة الأحد، وفرج الله عني وعن المسلمين ببركة هذا الكتاب عنه صلى الله عليه وسلم" انتهى.

وما كان يقوله في دعاء الوتر وهو: "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك" إلى آخره٢، وفي رواية: "اللهم اهدني فيمن هديت،


١ انظر "الأذكار" للنووي (١/٥٣٥/٥٨٠- الغرباء الأثرية) .
٢ أخرجه أبو داود في "المراسيل" (٨٩) والبيهقي في "الكبرى" (٢/٢١٠) من طريق: ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد القاهر، عن خالد بن أبي عمران، قال: بينا الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ... فذكره.
وإسناده ضعيف؛ عبد القاهر هو: ابن عبد الله، لم يوثقه غير ابن حبان، وهو مجهول.
لكن صحّ الخبر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعاً كما قال البيهقي.
فأخرجه (٢/٢١١) وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٢/٣١٤) وعبد الرزاق في "مصنفه" (٤٩٦٨، ٤٩٦٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>