للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت " إلى آخره١.

وما كان يقوله إذا أتى فراشه، وما يقوله إذا استيقظ من منامه، وما يقوله في. الليل، وما يقوله حال خروجه من بيته وإذا دخله، وما كان يقوله في غير ذلك من الأحوال، كالاستسقاء ونحوه مما هو خارج الصلاة أو داخلها؛ فشيء لا يسعه هذا المقام.

والمقصود، أن جميع أدعيته ليس فيها استغاثة بمخلوق، ولا إقسام به، ولا توسط أحد ولا توسل به، ومن شرط كل مؤمن الإقتداء به صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ٢.

وفي الأحاديث الصحيحة التي رواها الإمام البخاري والإمام مسلم وغيرهما ممن جمع الصحيح شيء كثير مما يتعلق بهذا الباب، كحديث ابن عباس، وفيه "إذا استعنت فاستعن بالله" وقد سبق ذكره.

والرسول صلى الله عليه وسلم أبطل دين المشركين، ومداره على الاستغاثة والالتجاء إلى غيره، وهي كانت عبادة الوثنيين، وكالذبح والنذر، غير أنهم كانوا عند النوائب يستغيثون بالله سبحانه، بخلاف عباد القبور في عصرنا.

وأما ما ورد عن عباد الله الصالحين مما أخلصوا فيه الدعاء إلى الله والتجؤوا إليه سبحانه ولم يستعينوا فيه إلى مخلوق فهو كثير، وقد صنف الإمام أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال المتوفى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة كتابه الذي سماه (المستغيثين بالله عند الحاجات والمهمات والمتضرعين إلى الله سبحانه وتعالى بالرغبات) وهو كتاب جليل يسوء النبهاني إذا رآه.


١ أخرجه أحمد (١/١٩٩) وأبو داود (١٤٢٥) والترمذي (٤٦٣) وابن ماجه (١١٧٨) وغيرهم، من حديث الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام. وهو حديث صحيح.
٢ سورة آل عمران: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>