للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنه يعلم أن الصالحين والأولياء الكاملين كلهم كانوا في جميع حالاتهم مقتدين برسول الله صلى الله عليه وسلم، روى ابن بشكوال في كتابه هذا عن عبد الله بن المبارك أنه قال: كنت في غزوة فوقع فرسي ميتاً فرأيت رجلاً حسن الوجه طيب الرائحة، قال: أتحب أن تركب فرسك؟ قلت: نعم، فوضع يده على جبهة الفرس حتى انتهى إلى مؤخره. وقال: أقسمت عليك أيتها البغلة بعزة عزة الله، وبعظمة عظمة الله، وبجلال جلال الله، وبقدرة قدرة الله، وبسلطان سلطان الله، وبلا إله إلا الله، وبما جرى به القلم من عند الله، وبلا حول ولا قوة إلا بالله، إلا انصرفت. فوثب الفرس قائماً بإذن الله تعالى، وأخذ الرجل بركابي، وقال: اركب. فركبت، ولحقت بأصحابي ... إلى آخر القصة.

ومن أدعية الإمام زين العابدين السجاد رضي الله تعالى عنه: "اللهم إن تشأ تعف عنا فبفضلك، وإن تشأ تعذبنا فبعدلك، فسهل لنا عفوك بمنك، وأجرنا من عذابك بتجاوزك، فإنه لا طاقة لنا بعدلك، ولا نجاة لأحد منا دون عفوك، يا غني الأغنياء، ها نحن عبادك بين يديك، وأنا أفقر الفقراء بين يديك، فاجبر فاقتنا بوسعك ولا تقطع رجاءنا بمنعك، فتكون قد أشقيت من استسعد بك، وحرمت من استرفد فضلك، فإلى من حينئذ منقلبنا عنك، وإلى أين مذهبنا عن بابك، سبحانك نحن المضطرون الذين أوجبت إجابتهم، وأهل السوء الذين وعدت الكشف عنهم، وأشبه الأشياء بمشيئتك وأولى الأمور في عظمتك رحمة من استرحمك، وغوث من استغاث بك، فارحم تضرعنا إليك، وأغثنا إذ طرحنا أنفسنا بين يديك، اللهم إن الشيطان قد شمت بنا إذ شايعناه على معصيتك، فصل على محمد وآله، ولا تشمته بنا بعد تركنا إياه لك، ورغبتنا عنه إليك".

وكم له من مثل هذا الدعاء والالتجاء ما تنير منه أنوار التوحيد، ونشرق منه شموس الإيمان والتجريد، وأين هو من أدعية غلاة القبوريين، طهر الله تعالى الأرض منهم أجمعين.

ومن وصايا الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه ما قال لولده حين

<<  <  ج: ص:  >  >>