للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استوصاه وهو في مرض الموت: عليك بتقوى الله وطاعته، ولا تخف أحداً ولا ترجه، وكل الحوائج كلها إلى الله عز وجل، واطلبها منه، ولا تثق بأحد سوى الله عز وجل، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه، التوحيد، التوحيد، التوحيد، وجماع الكل التوحيد.

وقال في مرض موته: إذا صح القول مع الله عز وجل لا يخلو منه شيء ولا يخرج منه شيء. وقال لأولاده: ابعدوا من حولي فأنا معكم بالظاهر ومع غيركم بالباطن.

ثم قال: قد حضر عندي غيركم فوسعوا لهم وتأدبوا معهم، ههنا زحمة عظيمة ولا تضيقوا عليهم المكان، وأخبر بعض ولده أنه كان يقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، غفر الله لي ولكم، وتاب الله علي وعليكم، باسم الله غير مودعين.

وله أحزاب كثيرة، ووصايا كلها على ما كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووصاياه على التوحيد وإفراد الله تعالى بخصائصه، كل ذلك مشهور متداول بين الناس، وأحزابه التي يقرأ كل حزب منها في يوم من أيام الأسبوع يقرأها الناس ويعرفونها، ومقامه في باب التوحيد واتباع السنن ليس يخفى على أحد، ولكنه خلف من بعده خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً.

وقال رضي الله عنه في كتابه "فتوح الغيب والغنية": "ينبغي لكل مسلم موحد أن لا يتكل إلا على الله، ولا يستغيث إلا بالله، ولا يعتقد التصرف إلا لله، وأن يجعل مرآة عمله حديث ابن عباس، قال: كنت راكباً خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".

ويكفيك أيها المسترشد قوله تعالى في الفاتحة التي تقرأها في صلاتك

<<  <  ج: ص:  >  >>