للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ومن تساهل في حكاية هذا الإجماع الذي الأقرب أن يكون فيه الإجماع بعكس ما قال فحقيق أن لا يوثق بما نقل.

وقد رأيت له أنه ذكر أن في علومه هذه ما لا يسوغ أن يودع في كتاب، فليت شعري أحق هو أو باطل، فإن كان باطلاً فصدق، وإن كان حقاً وهو مراده بلا شك فلم لا يودع في الكتب؟ ألغموضة ودقته؟ قال: فإن كان هو فما المانع؟ (هذا ملخص كلام المازري على ما قاله ابن السبكي) .

(ومنهم أبو الوليد الطرطوشي) قال تاج الدين: وسبق المازري إلى قريب منه من المالكية أبو الوليد الطرطوشي، فذكر في رسالته إلى ابن مظفر: فأما ما ذكرت من أمر الغزالي فرأيت الرجل وكلمته فرأيته رجلاً من أهل العلم قد نهضت به فضائله واجتمع فيه العقل والفهم وممارسة العلوم طول زمانه، ثم بدا له الانصراف عن طريق العلماء ودخل في غمار العمال، ثم تصوف فهجر العلوم وأهلها، ودخل في علوم الخواطر وأرباب القلوب ووساوس الشيطان، ثم شابها بآراء الفلاسفة ورموز الحلاج وجعل يطعن على الفقهاء والمتكلمين، ولقد كان ينسلخ من الدين، فلما عمل الإحياء عمد يتكلم في علوم الأحوال ومرامز الصوفية، وكان غير أنيس بها ولا خبير بمعرفتها فسقط على أم رأسه وشحن كتابه بالموضوعات.

(ومنهم الشيخ تقي الدين ابن الصلاح) فقد تكلم أيضاً في الغزالي بكلام قادح فيه، وطعن على كتبه بأنها مشتملة على خرافات وأكاذيب وموضوعات، قال ابن السبكي: وللشيخ تقي الدين في حق الغزالي كلام لا نرتضيه، ذكره علماء المنطق، تكلمنا عليه في أوائل شرحنا للمختصر لابن الحاجب، ونقل عن عفيف الدين ما كتبه إليه من جملة رسالة: وأما ما ذكره الشيخ تقي الدين ابن الصلاح من عند نفسه ومن كلام يوسف الدمشقي والمازري فما أشبه هؤلاء الجماعة رحمهم الله تعالى إلا بقوم متعبدين سليمة قلوبهم، قد ركنوا إلى الهوينا، فرأوا فارساً عظيماً من المسلمين قد رأى عدداً عظيماً لأهل الإسلام، فحمل عليهم وانغمس في صفوفهم، وما زال في غمرتهم حتى فل شوكتهم وكسرهم، وفرق جموعهم شذر مذر، وفلق هام كثير منهم، فأصابه يسير من دمائهم وعاد سالماً، فرأوه وهو يغسل

<<  <  ج: ص:  >  >>