للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على هذا، كما نعته الله بقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ١.

وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -في مرضه الذي لم يقم منه-: "لعن الله اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" قالت عائشة: ولولا ذلك لأُبْرِزَ قبرُه، ولكن كره أن يُتَّخَذَ مسجداً٢.

وعن عائشة وابن عباس قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتمّ كشفها عن وجهه، فقال- وهو كذلك-: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". يحذّر ما صنعوا٣.

ومن حكمة الله تعالى أن عائشة أم المؤمنين صاحبة الحجرة التي دفن فيها تروي هذه الأحاديث وقد سمِعَتْها منه، وإن كان غيرها من الصحابة سمعها أيضاً، كابن عباس وأبي هريرة وجندب وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قاتل الله اليهود، اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد"٤. وفي الصحيحين عن عائشة: أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بأرض الحبشة -فيها تصاوير- لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً، وصوّروا فيه تلك الصور، أولئك شِرارُ الخلق عند الله يوم القيامة"٥. وفي صحيح مسلم عن جندب قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: "إني أبرأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً، ولو كنت متّخذاً من أهل الأرض خليلاً لاتّخذتُ أبا بكر خليلاً، ألا


١ سورة التوبة: ١٢٨.
٢ أخرجه البخاري (١٣٣٠، ١٣٩٠، ٣٤٥٣، ٤٤٤١، ٤٤٤٣، ٥٨١٥) ومسلم (٥٣٠) .
٣ أخرجه البخاري (٤٣٦، ٣٤٥٤، ٤٤٤٤، ٥٨١٦) ومسلم (٥٣١) .
٤ أخرجه البخاري (٤٣٧) ومسلم (٥٣٠) .
٥ أخرجه البخاري (٤٢٧) ومسلم (٥٢٨) .
١٠١

<<  <  ج: ص:  >  >>