للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام"١. وفي "السنن" عن أوس بن أوس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكثروا عليّ من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة عليّ" قالوا: كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمتَ؟ فقال: "إن الله حرَّمَ على الأرض أن تأكلَ لحوم الأنبياء" ٢ صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً.

وذكر مالك في "موطئه" أن عبد الله بن عمر كان يأتي فيقول: "السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أبا بكر، السلام عليك يا أبت" ثم ينصرف. وفي رواية: كان إذا قدم من سفر٣. وعلى هذا اعتمد مالك رحمه الله فيما يفعل عند الحجرة إذ لم يكن عنده إلا أثر ابن عمر، وأما ما زاد على ذلك مثل الوقوف للدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة الصلاة والسلام عليه- فقد كرهه مالك، وذكر أنه بدعة لم يفعلها السلف، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، والله تعالى أعلم".

هذا ما وجاناه من (الجواب الباهر) وبه علم مذهب الشيخ في زيارة القبور، وأن ما تكلم به الخصوم من غلاة الشافعية ونحوهم هو محض بهتان وزور، وله رضي الله تعالى عنه كتاب آخر في مباحث الزيارة، بحث فيه مع بعض من اعترض عليه من علماء المالكية٤، وهو أبسط مما ذكرنا، وفيه مسائل مهمة أيضاً، فنذكر منه ما يخص المقام:


١ أخرجه النسائي (٣/٤٣) وفي "عمل اليوم والليلة" (٦٦) بسند صحيح.
٢ أخرجه أحمد (٤/٨) وأبو داود (١٠٤٧، ١٥٣١) والنسائي (٣/٩١، ٩٢) وابن ماجه (١٠٨٥، ١٦٣٦) وغيرهم.
٣ أخرجه مالك في "الموطأ" (١/١٠٧/٦٨) ٩- كتاب قصر الصلاة فيه السفر (٢٢) باب ما جاء فيه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. والبيهقي (٥/٣٤٥) والقاضي الجهضمي في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم" (رقم: ٩٨، ٩٩، ١٠٠) بإسناد موقوف صحيح، كما قال الألباني.
٤ وهو كتاب "الرد على الأخنائي قاضي المالكية واستحباب زيارة خبر البرية الزيارة الشرعية". وقصت على تحقيق الكتاب- ولله الحمد- وهو تحت الطبع في المكتبة العصرية ببيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>