للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلب بعضهم إعادة قراءة الأحاديث المذكورة في العقيدة ليطعن في بعضها فعرفت مقصوده، فقلت: كأنك قد استعددت للطعن في حديث الأوعال١ حديث العباس بن عبد المطلب -وكانوا قد تعبوا حتى ظفروا بما تكلم به زكي الدين عبد العظيم من قول البخاري في تاريخه: عبد الله بن عمرة لا يعرف له سماع من الأحنف- فقلت: هذا الحديث- مع أنه رواه أهل السنن كأبي داود وابن ماجه والترمذي وغيرهم فهو- مروي من طريقين من مشهورين، فالقدح في أحدهما لا يقدح في الآخر. فقال: أليس مداره على ابن عميرة وقد قال البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف؟ فقلت: قد رواه إمام الأئمة ابن خزيمة في (كتاب التوحيد) الذي اشترط فيه أنه لا يحتج فيه إلا بما نقله العدل عن العدل موصولاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: والإثبات مقدم على النفي، والبخاري إنما نفى معرفة سماعه من الأحنف لم ينف معرفة الناس بهذا، فإذا عرف غيره ما ثبت به الإسناد كانت معرفته وإثباته مقدماً على نفي غيره وعدم معرفته، ووافق الجماعة على ذلك، وأخذ بعض الجماعة يذكر من المدح ما لا يليق أن أحكيه، وأخذوا يناظرون في أشياء لم تكن


١ أخرجه أحمد (١/٢٠٦، ٢٠٧) وأبو داود (٤٧٢٤، ٤٧٢٥) والترمذي (٢٣٢٠) وابن ماجه (١٩٣) وابن خزيمة في "التوحيد" (١/٢٣٤، ٢٣٧/١٤٤،١٤٥) واللالكاني في "شرح أصول الاعتقاد" (٣/٤٣١، ٤٣٢/٦٤٩، ٦٥٠،٦٥١) وأبو يعلى في "مسنده" (١٢/٧٥/٦٧١٣) والآجري في "الشريعة" (٢/٧٢، ٧٣/٧٠٧، ٧٠٨) وابن أبي عاصم في "السنة" (١/٣٩٤/٥٨٩- جوابرة) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/٢٤) والدارمي في "الرد على الجهمية" (٢٣٣) وفي "رده على المريسي" (رقم ١١٣- ط. السماري) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (٢/٢٨٥- ٢٨٦، ٣١٦/٨٤٧، ٨٨٢) وابن أبي شيبة في "كتاب العرش" (٩) وابن مندة في "التوحيد" (٢١) والحاكم (٢/٣٧٨،٥٠٠، ٥٠١) والعقيلي في "الضعفاء" (٢/٢٨٤) وأبو الشيخ في "العظمة" (٢/٥٦٦- ٥٦٩) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (٢/٢) وابن عبد البر في "التمهيد" (٧/١٤٠) وغيرهم كثير.
من طرق؛ عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة، عن الأحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب.. وذكر القصة. والحديث ضعيف إسناده الألباني في "ظلال الجنة" (رقم:٥٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>