للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لثلم العرض في كلمات سوء ... تطير بهن عاصفة الهبوب

وما أليق ما يقول القائل بحال النبهاني أيضاً:

معارضة الغريب إلى القريب ... بلا حق من السفه العجيب

وإزراء الغبي على ذكي ... حري أن يعد من النعيب

فهلا أيها الناهي برأي ... سخيف ليس بالرأي المصيب

أتحسب لا حسبت بأن شتماً ... محاورة الأديب مع الأديب

مساجلة الكرام بكل فن ... متى كانت تعد من الذنوب

وتنقص كاملاً وتذم شهماً ... رويدك جئت بالأمر الغريب

وأنت فما دخولك بين قوم ... من العلماء بالوعظ الكذوب

وإن تجادل العلماء يوماً ... بما علموه من حسب حسيب

ليعرف كامل الفضلاء منهم ... إذا عرضوا على فطن لبيب

وتلك لحالة فيها لأهل الـ ... ـزكا والفضل تبصرة القلوب

فأي تطاول فيه افتخار ... إذا لم يبد من شهم نجيب

ألا إن التطاول في كمال ... به يمتاز ذو الباع الرحيب

متى كانت بنبهان كرام ... يقون العرض من ذم مريب

وأي نقيبة لهم استبانت ... قديماً أو حديثاً من نقيب

فربع كما لهم قدماً جديب ... ولم نعهده بالربع الخصيب

أيجتنب الكريمة طبع حر ... لأمر فيه إغضاب الرقيب

فهل غير المسرة للقريب ... وهل غير الإساءة للجنيب

فكف اللوم يا ذا اللوم واحذر ... يروعك صولة الأسد المهيب

وحاذر أن يصيبك ذو كمال ... بشفرة مقول منه ذريب

ثم ما الموجب لهذه الحيرة وقد صرح الصبح لذي عينين، وقد قلنا إن جميع ما اشتمل عليه "جلاء العينين" هو مذهب الأئمة، وأساطين الأمة، لاسيما مذهب الإمام أبي حنيفة عليه الرحمة والرضوان، فكتب مذهبه طافحة برد بدع

<<  <  ج: ص:  >  >>