للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤمن وكافر، وبر وفاجر، يعاين عمله عند حضور منيته، ويعلم مصيره قبل ميتته وأن منكراً ونكيراً إلى كل أحد ينزلان سوى النبيين، فيسألان ويمتحنان، عما يعتقده العبد من الإيمان، وأن المؤمن يخبر في قبره بالنعيم، والكافر يعذب بالعذاب الأليم، وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور، ولن يتجاوز ما خط في اللوح المسطور، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأن الله جل اسمه يعيد خلقه كما بداهم، ويحشرهم كما ابتداهم، من صفايح القبور وبطون الحيتان في تخوم البحور، وأجواف السباع وحواصل الطيور، وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار، فيرونه بالعيون والأبصار، وأنه يخرج أقواماً من النار فيسكنهم دار القرار، وأنه يقبل شفاعة محمد المختار، في أهل الكبائر والأوزار، وأن الصراط حق تجوزه الأبرار، وأن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق يرده المؤمنون ويذاد عنه الكفار، وأن الإيمان هو قول باللسان، وإخلاص بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالأوزار، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وأفضل المرسلين، وأمته خير الأمم أجمعين، وأفضلهم القرن الذين شاهدوه، وآمنوا به وصدقوه، وأفضل القرن الذين صحبوه أربع عشرة مائة بيعة الرضوان بايعوه، وأفضلهم أهل بدر نصروه، وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه، وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه، شهد لهم بالجنة، وقبض وهو عنهم راض، وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار، الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار، وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي عليهم الرضوان، وأفضل القرون بعدهم القرن الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يتبعونهم، وأن نوالي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأسرهم، ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم، ونمسك عن الخوض في فكرهم إلا بأحسن الذكر لهم، ولا ندخل فيما شجر بينهم، اتباعاً لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} ١ ثبتنا الله تعالى على ذلك، وأدامنا على السلوك في أقوم المسالك.


١ سورة الحشر:١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>