للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما هو كقولهم: تميم بنت مر. فالتذكير للحي، والتأنيث للقبيلة سواء كان الاسم في الأصل لرجل أو لامرأة.

وفي كتب الحنفية: وقريش بعضهم أكفاء بعض، ولا تفاضل فيما بينهم من الهاشمي والنوفلي والتيمي والعدوي وغيرهم وبقية العرب بعضهم أكفاء بعض، فالباهلي كفو للتميمية والطائية والقيسية وغير ذلك.

فالنبهاني المخذول إن كان منتسباً لنبهان بن جرم بن عمر بن الغوث، وبنو نبهان بطن من طي، فليس لقبيلته فضل على بني باهلة، بل هم سواء في نظر الشرع والعقل، هذا إن سلم له دعوى هذا النسب. وإن قلنا إنه نبطي من أنباط الشام، أو من الجرامقة- كما هو الظاهر- وأن النسبة إلى نبهان جبل مشرف على حق عبد الله بن عامر بن كريز ويتصل به جبل رنقاء إلى حائط عوف، فلا خفاء في كونه حينئذ أخس بني آدم، فضلاً عن أن يكون أخس العرب.

والمقصود أن النبهاني على كلا النسبتين لا رجحان لقومه على بني باهلة، ومن جعل بني باهلة أخس العرب، وأنهم ليسوا كفواً للعرب، فهو غالط فإن النص الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تفصيل فيه، مع أنه صلى الله عليه وسلم كان أعلم بقبائل العرب وأخلاقهم، وقد أطلق وما رموا به إن صح عنهم، فليس بعيب شرعي، كما أن التعبير بشرب ألبان الإبل وأكل لحومها كذلك كما قال شاعرهم:

تعيرنا ألبانها ولحومها ... وذلك عار يا ابن ريطة زائل

وكما كانت تعير قريش بالسخينة، وهو طعام كانوا يتخذونه أيام الجدب، وكل ذلك بسبب ما كانوا عليه من الجاهلية، وإلا فالعيب هو الذي يجعله الشرع عيباً، كالعيوب التي كانت في بني نبهان منها عبادتهم للفلس، وهو صنم لهم كان بنجد قريباً من فيد، وكان سدنته بني بولان، وهم وبنو نبهان أبناء عم، وكانوا يعبدونه ويهدون إليه ويعترون عنده عتائرهم، ولا يأتيه خائف إلا أمن، ولا يطرد أحد طريدة فيلجأ بها إليه إلا تركت ولم تخفر حويته، وبولان ابن عم نبهان هو الذي بدا بعبادته، فلم يزل الفلس يعبد حتى ظهرت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فبعث إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>