علي بن أبي طالب فهدمه، وأخذ سيفين كان الحارث بن أبي شمر الغساني ملك غسان قلده إياهما، يقال لهما مخذم ورسوب، وهما اللذان ذكرهما علقمة بن عبدة، فقدم بهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فتلقد أحدهما ثم دفعه إلى علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فهو سيفه الذي ط ن يتقلده.
ولهم أصنام أخرى ليس هذا المقام موضع ذكرها.
والمقصود أن بني نبهان وبني باهلة كانوا على منهج واحد، فما يذم به أحدهما يذم به الآخر، بل ربما كان في بني باهلة رجال أكابر، تعقد عند ذكرهم الخناصر، في العلم والدين والشجاعة والفروسية وغير ذلك من الشيم والسخاء والكرم، ولم يكونوا في الجاهلية جميعاً معروفون بالخساسة، بل فيهم الأجواد رفيعوا العماد، وكون فصيلة منهم أو بطن صعاليك فعلوا ذلك لا يسري في حق الكل، فتعبير القبيلة بعيب صدر عن واحد منهم من خصال الجاهلية، كما عيروا بني فزارة بما فعل واحد منهم فعلاً منكراً فقال قائلهم:
لا تأمنن فزارياً خلوت به ... على قلوصك واربطها بأسيار
هذا كله إن قلنا بصحة النسب إلى نبهان الطائي، وصدقنا دعواه الكاذبة، وإن قلنا إنه نبطي منسوب إلى ذلك فبنو باهلة أفضل منه وأشرف في الحسب والنسب، بل في الدين والأدب.
ومنها ما قاله في صاحب "جلاء العينين" أيضاً: وليس حكمه على ابن حجر فقط والسبكي وابنه بل على جميع أهل السنة والجماعة، من الشافعية، والحنفية، والمالكية، وجمهور الحنابلة أيضاً، ومن طالع كتابه هذا بإنصاف يعلم يقيناً أنه أخطأ فيه حق نفسه وحق أبيه وحق المسلمين عموماً وسيد المرسلين خصوصاً، وأنه لوث نفسه بأقذار البدع الوهابية التي لا يغسلها عنه بحار الدنيا إلى يوم القيامة، وكما آذى نفسه بذلك أشد الأذى آذى كل من اطلع على كتابه من المسلمين أهل المذاهب الأربعة- حتى المنصفين من الحنابلة- بذمهم إياه، وخوضهم في عرضه ما بقيت الدنيا وبقي فيها هذا الكتاب، نعم قد استعاض عن