ونبأ الروم عن نصر يكون لها ... من بعد سبعة أعوام على جدل
والفرس أخبرها عن قتل صاحبها ... برويز إذ جاءه فيروز في شغل
وإن تقصيت ما جاء النبي به ... طال النشيد ولم آمن من الملل
انتهى ما ذكره الإمام الماوردي.
وقصص الأنبياء عليهم السلام فيما كابدوه من أممهم مذكورة في كتب التواريخ والتفاسير والسير بما لا مزيد عليه.
فنقول للنبهاني: ألم يكن لصاحب. "جلاء العينين" ووالده في ذلك أسوة حسنة وهل ينقصهم بغض الخصوم شيئاً مما هم عليه من الشرف؟ كلا.
من كان فوق محل الشمس رتبته ... فليس يرفعه شيء ولا يضعه
وقد علمت أيها النبهاني ما كان من عاقبة أعداء الله وخصوم رسوله صلى الله عليه وسلم كيف فرق جمعهم، وشتت شملهم، ومحا ذكرهم، وأذل قدرهم، فإذا كان الله ورسله عليهم السلام كما ذكرنا فليس من الغريب أن يصادف ورثة رسله ما صادفوا، وما أحسن قول القائل:
قيل إن الإله ذو ولد ... قيل إن الرسول قد كهنا
ما نجا الله والرسول معاً ... من لسان الورى فكيف أنا
ويقال للنبهاني أيضاً: أما سمعتَ ما قال الروافض في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طعنوا به فيهم؛ هل لحق الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين مما قالوه وافتروه نقص؟ كلا؛ بل رفع الله تعالى درجتهم بسبب بغض الروافض لهم وطعنهم عليهم، وزاد الروافض بذلك بعداً عن الله ومقتاً، وباؤوا بغضب منه، وهكذا أعداء أهل الحق في كل عصر ١.
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
١ للمصنف رحمه الله كتاب ماتع في هذا الباب، وهو: "صب العذاب على من سب الأصحاب" طبع حديثاً بدار أضواء السلف بالرياض.