للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثالب السالمية، وكذلك أهل المذاهب الأربعة وغيرها، لاسيما وكثير منهم قد تلبس ببعض المقالات الأصولية وخلط هذا بهذا، فالحنبلي والشافعي والمالكي يخلط بمذهب الشافعي ومالك وأحمد شيئاً من أصول الأشعرية والسالمية وغير ذلك ويضيفه إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد، وكذلك الحنفي يخلط بمذهب أبي حنيفة شيئاً من أصول المعتزلة والكرامية والكلابية ويضيفه إلى مذهب أبي حنيفة، وهذا من جنس الرفض والتشيع، لكنه تشيع في تفضيل بعض الطوائف والعلماء لا تشيع في تفضيل بعض الصحابة.

والواجب على كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أن يكون أصل قصده توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، يدور معه على ذلك ويتبعه أين وجده، ذكر ذلك كله الشيخ، ثم إنه أطال الكلام وأتى بما تلتذ به المسامح والأفهام.

فما ذكره النبهاني ونقله عن دعواه من بعض المكيين هو من هذا القبيل، فإن كل أحد يتعصب لما تمذهب به ويتشيع لأقوال أئمته ومتبوعيه فلا شك أن الغلاة القبوريين هم أعدى الناس لمن تصدى لإبطال أقوالهم ورد مذهبهم، ومن المعلوم أن مصنف "جلاء العينين" وسلفه داروا على الحق وتبعوه، حيث قصدهم توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يلتفتوا إلى ما خاض به الخصوم، قال تعالى: {قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} ١.

ومن ظن ممن يلاقي الحروب ... أن لا يصاب فقد ظن عجرا

ومن كان قصده رضى الله عنه والفوز بثوابه والخلود بنعيمه لم يلتفت إلى أقوال الناس، فقد سبق لك ما كان من الفرق الإسلامية وغير الإسلامية، بل وأتباع المذاهب بعضهم مع بعض، ولولا ضيق المقام لذكرنا بعض أقاويلهم في مخالفيهم، وما أحسن قول القائل:

فيا ليت ما بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب


١ سورة الأنعام: ا ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>