للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنا مناشير الصدق في السلوك وأراحنا في ركوب أعناق الكلام من العثرات والملام، وأزاحنا عن الوقوع في تيار العبرات إنه ولي الإنعام، وعصمنا من سلوك مسالك لا يؤمن فيها العثار، ومحالات تستحيل فيها الأعذار، والصلاة والسلام على من ختمت به النبوة والرسالة، المخلوق من طينة الفصاحة والبسالة، الذي أصعدته ذروة الملكوت وأعطته الكتاب، وقرنت بطاعته ومعصيته الثواب والعقاب، محمد المصطفى المستأثر بالشفاعة يوم الحساب، وعلى اله الذين استأسدوا في رياض نبوته وأصحابه الذين تقلدوا بسيوف النصرة في دعوته، وعلى علماء الأمة الذين استظهروا على صدمات الدهر وصولته، بنزع ألسنتهم من تفويق سهام الطعن إلى أغراض العصبية، وإقلاع أسنة خوضهم في أعراض الأنفس الأبية، فلذلك صاروا أنجماً للاهتداء، وبدوراً للإقتداء، فأجدر بهم أن يفوه لهم بمشايخ الإسلام، وأنصار شرائع خير الأنام.

وبعد، فإن مؤلف كتاب "الرد الوافر" قد جد في هذا التصنيف البديع الزاهر، وجلا بمنطقه السحار الرد على من تفوه بالإكفار على علماء الإسلام، والأئمة الأساطين الأعلام، الذين تبّوؤا الدار في رياض النعيم، واستنشقوا رياح الرحمة من رب كريم، فمن طعن في واحد منهم أو نقل نقلاً غير صحيح قيل عنهم فكأنما نفخ في الرماد، أو اجتنى من خرط القتاد، وكيف يحل لمن يتسم بالإسلام أو ينتسم نسمة من علم أو فهم أو إفهام؛ أن يكفر من قلبه عن ذلك سليم بهيج، واعتقاده لا يكاد إلى ذلك يهيج؟! ولكن من لم يوازنه طبعه في القريض لم يزل يجد العذب مراً كالمريض، والعائب لجهله شيئاً يبدي صفحة معاداته، ويتخبط خبط العشواء في محاوراته، وليس هو إلا كالجعل باشتمام الورد يموت حتف أنفه، وكالخفاش يتأذى ببهور سنى الضوء لسوء بصره وضعفه، وليس لهم سجية نقادة، ولا روية وقادة، وما هم إلا صلقع بلقع سلقع، والمكفر منهم صلمعة بن قلمعة، وهيان بن بيان، وهي بن بي، وضل بن ضل، وضلال بن التلال.

ومن الشائع المستفيض أن الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ابن تيمية من شم عرانين الأفاضل، ومن جم براهين الأماثل، الذي كان له من الأدب مآدب

<<  <  ج: ص:  >  >>