للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعي عليه الرحمة١:

"بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اللهم صل على سيدنا محمد سيد السادات، من أهل الأرضين والسموات، وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ويسر والطف واختم بخير، آمين.

وبعد؛ فقد وقفت على هذا التصنيف الجامع، والمنتقى البديع المطرب للمسامع، وعملت بشروط الواقفين من استيفاء النظر، فوجدته عقداً منظماً بالدرر، يفوق عقود الجمان، ويزري بقلائد العقيان، ويضوع مسك الثناء على جامعه مدى الزمان، وقال لسان الحال في حقه ليس الخبر كالعيان، وكيف لا وهو مشتمل على مناقب عالم زمانه، والفائق على أقرانه، والذاب عن شريعة المصطفى باللسان والقلم، والمناضل عن الدين الحنيفي وكم أبدى الحكم، صاحب المصنفات المشهورة، والمؤلفات المأثورة الناطقة بالرد على أهل البدع والإلحاد، القائلين بالحلول والاتحاد، ومن هذا شأنه كيف لا يلقب بشيخ الإسلام، وينوه بذكره بين العلماء الأعلام، ولا عبرة بمن يرميه بما ليس فيه، أو ينسبه بمجرد الأهواء لقول غير وجيه، فلم يضره قول الحاسد، والباغي والطاعن والجاحد.

وما ضر نور الشمس إن كان ناظراً ... إليها عيون لم تزل دهرها غمضا٢

غير أن الحسد يحمل صاحبه على اتباع فواه، وأن يتكلم فيمن يحسده بما يلقاه.

لله در الحسد ما أعدله ... بدأ بصاحبه فقتله

وما أحق هذا الغالم بقول القائل:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا علمه ... فالقوم أعداء له وخصوم

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار


١ "الرد الوافر" (ص ٢٤٩- وما بعدها) .
٢ في "الرد الوافر": "عمياً".

<<  <  ج: ص:  >  >>