للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلامذة الشيخ وموافقيه إما جهل ظاهر، وإما تنابز بالألقاب، وكلا الوجهين لا يخفى حاله.

الوجه الثاني: الكلام على باب الاجتهاد مفروغ منه، فقد أطنب الكلام عليه الأصوليون لاسيما في كتاب "الموافقات"١، ومع ذلك فلا بد من ذكر شيء مما يتعلق به على سبيل الاختصار، قالوا٢: الاجتهاد استفراغ الوسع لتحصيل ظنْ الحكم من فقيه وهو المجتهد المطلق، وشرطه تكليف، لا عدالة إلا لقبول قوله. وملكة: وهي العقل، يُدرك بها المطلوب مطلقاً أو في تلك الواقعة لتجزي الاجتهاد. وفقه النفس، أي: شدة الفهم بالطبع لمقاصد الكلام، حتى يكون له قدرة على استخراج أحكام الفقه من أدلتها، وقوة يقتدر بها على التصرف بالجمع والتفريق، والترتيب والتصحيح والإفساد، فإن ذلك ملاك صنعة الفقه، ومن اتصف بالبلادة والعجز عن التصرف لم يكن من أهل الاجتهاد، ويشترط أيضاً توسط درجته عربية وأصولاً، وعلمه بآيات الأحكام وأحاديثها، وخبرته بمواقع الإجماع، والناسخ والمنسوخ، والمتواتر والآحاد، وأسباب النزول، وحال الرواة والمتون، ويكفيه تقليد الحفاظ وأئمة علم الكلام، وندب له البحث عن


١ كتاب "الموافقات" للشاطبي طبع عدة طبعات، كان أفضلها ط. دار ابن عفان بتحقيق الشيخ سليم الهلالي- وفقه الله تعالى- ثم طُبع طبعة جديدة كاملة بتحقيق الشيخ العالم مشهور بن حسن آل سلمان- حفظه الله تعالى- نشر مكتبة التوحيد بالبحرين.
٢ انظر: أقوال الأصوليين وتعريفهم للاجتهاد وشروطه في: "التحصيل من المحصول" للأرموي (٢/ ٢٨١- وما بعدها) و "المحصول" للرازي (٦/ ٧- وما بعدها) و "نفائس الأصول" للقرافي (٩/ ٤٠٠٦- وما بعدها) و " نهاية الوصول في دراية الأصول" لصفي الدين الأرموي الهندي (٩/٣٧٨٥- وما بعدها) و"التمهيد في أصول الفقه" للكلوذاني (٤/٣٠٧- وما بعدها) و"روضة الناظر" لابن قدامة (٢/ ٢٢٣- وما بعدها- ط. الدكتور شعبان محمد إسماعيل) و"نهاية السول في شرح منهاج الوصول" (٢/١٠٢٥) و"التحقيقات في "شرح الورقات" لابن قاوان (ص٦٢٢- وما بعدها) و"إرشاد الفحول" للشوكاني (٣/ ٨٣٢- وما بعدها ط. الباز) أو (٢/ ١٠٢٥- وما بعدها- ط. دار الفضيلة) أو (ص ٨١٨- وما بعدها- ط. ابن كثير) و"البرهان" للجويني (٢/ ١٣١٦) و "المستصفى" للغزالي (٢/٣٥٠) و"الإحكام" لابن حزم (٤/ ٥٢٥- وما بعدها) ، وغيرها من كتب الأصول.

<<  <  ج: ص:  >  >>