للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شبهت جنازته بجنازة الإمام أحمد رضي الله عنه عبرة لمن اعتبر، وما نقل إلينا من تسلطه على الجان المردة عبرة أيضاً.

قال تلميذه ابن قيم الجوزية- عند كلامه على الصرع في "الطب النبوي" ١: "واختياره أن الصرع على قسمين: صرع يتعلق بالأخلاط، وصرع يتعلق بالأرواح الخبيثة- كان شيخنا ابن تيمية يأتي إلى المصروع ويتكلم في أذنه بكلمات فيخرج ولا يعود إليه بعد ذلك " وحكايته مع الذي اختطفت زوجته معروفة، ومع الذي كان يرتفع إلى السقف معروفة أيضاً؛ فمن كان متصفاً بهذه الأوصافت كيف لا يلقب بشيخ الإسلام بأي معنى أريد منه، وكيف يحل أن ينسب مثل هذا الشيخ أو واحد من المشايخ المذكورين في هذا التأليف أو واحد من المتصفين بالإسلام- ولو في الظاهر- إلى الكفر، مع ما عليه أهل السنة والجماعة من أن مقترف الكبيرة عمداً لا يخرج من الإيمان، ولا يدخل في الكفر، وأنه إن مات ولم يتب كان في مشيئة الله تعالى إن شاء عذبه بقدر ذنبه وإن شاء غفر له وعفا عنه، وأنه لا يجوز تكفير أحد من أهل القبلة، وذلك أعم من أن يكون سنياً أو بدعياً أو معتزلياً أو شيعياً أو من الخوارج، وهو المروي عن أبي حنيفة، فإنه سئل عن طائفة من الخوارج معينين، فقال: هم أخبث الخوارج، فقيل هل تكفرهم؟ فقال لا. وهكذا المروي عن الشافعي والأشعري وأبي بكر الرازي رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وهذه المسألة مشهورة في موضعها.

ومما يدل على هذا ما قاله الفقهاء حيث قالوا وتقبل شهادة أهل الأهواء إلا الخطابية، وإنما تقبل شهادتهم لإسلامهم، واستثنوا الخطابية لأنهم يعتقدون جواز الكذب في الشهادة، فإذا كان الحكم فيما ذكرناه هكذا فكيف بمسلم متصف بالأوصاف الحسنة المتقدمة.

وقد أخبرني من حضر مجلس هذا الكفر فقال إن ابن تيمية كافر مجوسي،


١ الطب النبوي جزء من كتاب ابن القيم الماتع "زاد المعد في هدي خير العباد".
وانظر: (٤/٦٦-٦٩) ط. الرسالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>