للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريعة المحمدية- لما أكفر واحداً من أهل القبلة كما في هذه القضية، وكما وقع له مثل ذلك في حق شخص ممن اجتمع الناس على علمه وخيره ودينه وتبحره في العلوم، وهو الشيخ شمس الدين البساطي قاضي قضاة المالكية، في الديار المصرية، فنسأل الله تعالى أن يتوب عليه، وأن يصون لسانه عن الزلل، وأن يجعل ما نحن فيه خالصاً لله تعالى، وأن يدخلنا الجنة بمنه وكرمه، قال ذلك عبد الرحمن التفهني عامله الله بلطفه الخفي في رابع عشر ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وثمانمائة"١.

ومنهم الإمام العلامة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أحمد البساطي المالكي عليه الرحمة، وكان من أكابر رجال المالكية وفقائهم، وأجلّ مشايخهم وعلمائهم، أخذ العلم عن أئمة لهم لسان صدق في الأمة، وأخذ عنه جماعة من علماء عصره وأجلاه مصره، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، وهو في جميع شؤونه بصير حازم، مع تواضع ولين جانب، وفكاهة هي من أعجب العجائب، وله مصنفات في فنون مختلفة، هي فريدة في بابها من بين الكتب المصنفة، وقد حسده أيضاً جماعة من أهل عصره، ورموه بالعظائم كما فعلوه مع أهل الفضل غيره، وكان ممن عرف قدر شيخ الإسلام، وكتب في مناقبه ما تلتذ به المسامع والإفهام، وقد عثرنا على تقريظ له على كتاب" الرد الوافر" ٢ ومنه يعلم ما كان عليه من الفضائل والمآثر، وهو قوله: "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على سيد المرسلين، محمد وآله وصحبه أجمعين.

وبعد؛ فقد نظرت في هذا الكتاب الدال على أن مصنفه من الحفاظ المطلعين، وأنه قد وفى بما قصد إليه إما صراحة وإما إشارة، مع أن الإمامة للشيخ تقي الدين ابن تيمية في العلم مما لا يحتاج إلى الاستدلال عليه لحصول العلم الضروري عن الأخبار المتواترة بذلك، وأما قول من قال إنه كافر وأنه من قال في


١ " الرد الوافر" (ص ٢٢٥- ٢٥٧) .
(ص ٢٥٨-٢٥٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>