أمولانا شهاب الدين إني ... حمدت الله إذ بك تم مجدي
جميع الناس عندكم نزول ... وأنت جبرتني ونزلت عندي
انتهى ما قاله.
وله مصنفات كثيرة ليس هذا موضع استيفائها، ومن أجلّها قدراً كتابه المسمى بـ "مسالك الأبصار في الممالك والأمصار" وهو كتاب مفصل لم يؤلف نظيره في بابه في بضع وعشرين مجلداً، أودعه أحوال البلاد والدول بتحقيق وتدقيق وتفاصيل لم يشتمل عليها غيره، ومن ذلك تراجم أفاضل عصره، وأفرد فصلاً طويلاً في مناقب شيخ الإسلام، وأثنى عليه بما يليق به من الثناء الجميل، وذكر ما كان له من المزايا والفضائل ومنزلته في العلم والاجتهاد، ولو اطلع عليها الزائغ النبهاني وأضرابه الغلاة عبدة غير الله لغصوا بريقهم، وقد ذكر منها نبذاً مفيدة العلامة الشيخ مرعي الحنبلي فيما ألّفه من مناقب الشيخ على ما سنذكره.
ومنهم الحافظ الإمام شمس الدين صاحب "الصارم المنكي" عليه الرحمة، وقد سبق بيان نبذة من أحواله وفضائله عند الرد على كلامه على كتاب "الصارم المنكي" وقد ترجمه جميع من صنف من المترجمين المنصفين، وله ذكر جميل في طبقات ابن رجب والشذرات، وهو من أجلّ تلامذة شيخ الإسلام، وصنف كتاباً كبيراً في مناقب شيخه سماه "الدرة المضية في مناقب الإمام ابن تيمية" وقد نقل عنه الشيخ مرعي أيضاً في مناقبه على ما سيجيء إن شاء الله تعالى.
ومنهم الحافظ الإمام الأجل الشهير بابن قيم الجوزية عليه الرحمة والرضوان وهو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب شمس الدين ابن قيم الجوزية الحنبلي رضي الله عنه، كان واسع العلم، عارفاً بالخلاف ومذاهب السلف، وله من التصانيف ما لا يعد كثرة، منها:"أعلام الموقعين" و"بدائع الفوائد" و"جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام" و"رفع اليدين" و "تحفة الودود في أحكام المولود" و"الفتح المكي" و"الفتح القدسي"، وغير ذلك.