قبور آحاد المؤمنين، ولله در الإمام حافظ الشام ابن ناصر حيث ألّف في الذب عنه رسالة هي أمضى من السيف الباتر، ولله در أمير المؤمنين الحافظ ابن حجر والحافظ الأسيوطي وأضرابهم من الأسود الكواسر، فقد شنوا الغارة على من طعن فيه فباؤوا بالأجر الوافر، أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده، وثمة أشياء أخر أشيعت عنه وهي أكاذيب وفرية وما فيها مرية، وهي سنة الله في أحبابه، وأما طعنه على بعض المشهورين من الصوفية فهو ليس بفريد في ذلك، بل سلفه مثله وأعلى منه في تلك المسالك، وما قصده مع أمثاله إلا الذب عن ظاهر الشريعة، خوفاً على ضعفاء الأمة من اعتقاد أمور شنيعة، ومن كان هذا قصده يمدح ويثاب ولا يلازم، فكيف يزعم زاعم خروجه بذلك عن الإسلام.
هذا وفصل الخطاب- عند أولي الألباب- أن معتقد طريق السلف على غاية الصواب، ومن أداه اجتهاده لدليل قام عنده في فرع فقهي بعد تبحره في العلم لإيلام عرضه ولا يعاب، وإن خالف المذاهب الأربعة أو المذاهب المنقرضة الغير المتبعة، والمقلد إذا التزم مذهباً لا يجوز له الطعن في رجل برع ونال رتبة الاجتهاد {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ} ١ وليس الرافل في حلل المجد في غرف القصور كخادم الباب، ورسالة مولانا صفي الدين هذه صاحبة القدح المعلى، وهي قبلة أرباب التحقيق والمصلى، هي من الضنائن الأعلى جواهرها ثمينة لا يخطبها إلا رجل كقولها ولمثلها. ولقد كشفت نقاب حسنها في زمان لا تخطب الخطاب مثلها، ولا يرشفون نهلها وعلها، إذا تليت عليهم آياتها حاصوا كحيص الحمر، وشنوا الغارة على عرج الحمير، وقالوا ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين واتخذوها هجراً وصمموا على النكير، وما ذاك إلا أصحاب الهمم إلا النادر، وقليل ما هم في هذا الزمان الداثر، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد الذي لا نبي بعده، وعلى آله وأصحابه أرباب النجدة".
وممن صنف في مناقبه أيضاً الشيخ مرعي الحنبلي العلامة الشهير رحمه الله،