عليه، ومن جملة ما عد له من الكتب "الكواكب الدرية في مناقب الإمام المجتهد ابن تيمية" وقد اطلعت على هذا الكتاب فرأيته من أحسن الكتب المؤلفة في هذا الباب، لاسيما وقد اشتملت على غرر مناقب ذلك الإمام، ودرر مزاياه التي هي للدهر ابتسام، فما هي إلا روضة فوحاء فيحاء، وحديقة مزهرة غناء، مكللة بغرر المعاني والأقوال، مرصعة بدرر الشواهد والأمثال، تجذب السرور إلى الصدور بأمراس السطور، مشتملة على الرقة والانسجام في النثر والنظام، فما هي إلا لآلىء ويواقيت ما بين نضيد وشتيت، من رآها من الأفاضل وأهل الكمال قال هكذا هكذا فليكن المقال.
أكرم بترجمة يضوع عبيرها ... تعزى إلى المشهور في الآفاق
اللوذعي اللسن الذي أضحت أفا ... ضل عصره بأنامل الأحداق
تجني ثمار فنونه الغرر التي ... ببراعة حرثت على الأوراق
فلله در ذلك المؤلف الأديب، والمصنف الأريب، لقد أتى بتأليف هو أبهى من إنسان العين في عين الإنسان، وأشهى من زلال العين إلى عين الظمآن، ولمثل مصنفه يقال إذ لكل مقام مقال:
مصنف لو رآه منصف فطن ... لقال ما الروض إلا بعض نزهته
تظن كل أديب حين يسمعه ... صبا وذا وعد من يهوى بزورته
فأين لطف الصبا مما حواه ولم ... ألمم إذا قلت في تشبيه رقته
ولعمري ليست نغمات الطيور في الأسحار على شرفات القصور والأشجار بأرق منها في الأسماع الكريمة، وأوفق إلى الطباع السليمة.
إذا طرقت مسامعنا ابتهجنا ... وفزنا في سرور وانبساط
وخلنا أن تاليها علينا ... ينادينا إلى نادي النشاط
فيا لها من مناقب لا يمل سامعها، ولا يكل مطالعها، ولا بدع في هذا ولا عجب، فقد قال بعض أهل الأدب: إن أحاديث نجد لا تمل بتكرار فكيف وهي أحاديث مجد، ومدائح ناحية القصد، ولولا مخافة الإسهاب لما عدلنا عن