للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المجتهدين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد؛ فهذه فوائد لطيفة، وفرائد شريفة، في مناقب شيخ الإسلام، وبحر العلوم، ومفتي الفرق، المجتهد أحمد تقي الدين بن تيمية، لخصتها من مناقبه للشيخ الحافظ الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الهادي بن عبد الحليم بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة المقدسي، ومن مناقبه للشيخ الإمام العالم الأوحدي الحافظ سراج الدين أبي حفص عمر بن علي بن موسى البزار، ومن مناقبه للشيخ الإمام العالم أوحد الأدباء وشيخ الفضلاء شهاب الدين أحمد بن القاضي محيي الدين يحي بن العمري الشافعي.

فأقول وبالله التوفيق: ابن تيمية هو الشيخ الإمام العالم العامل الرباني، إمام الأئمة، وعلامة الأمة، ومفتي الفرق، وبحر العلوم، وسيد الحفّاظ، وفارس المعاني والألفاظ، فريد العصر، ووحيد الدهر، شيخ الإسلام، بركة الأنام، علامة الزمان، وترجمان القرآن، عالم الزهاد، وأوحد العباد، قامع المبتدعين، وآخر المجتهدين، تقي الدين، أبو العباس، أحمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضز بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني نزيل دمشق، وصاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها، كذا ترجمه بهذه الترجمة ابن قدامة المتقدم.

واختلف لم قيل ابن تيمية؟ فقيل: إن جده فحمد بن الخضر حج على درب تيماء فرأى هناك طفلة، فلما رجع وجد امرأته قد ولدت له بنتاً فقال يا تيمية يا تيمية فلقب بذلك. وقيل إن جده محمداً كانت أمه تسمى تيمية وكانت واعظة فنسب إليها وعرف بها.

ولد رحمه الله تعالى بحران يوم الإثنين عاشر- وقيل ثاني عشر- ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، وبقي بحران إلى أن بلغ سبع سنين، ثم بعد ذلك هاجر والده به وبإخوته إلى الشام عند جور التتر، فساروا بالليل ومعهم الكتب على عجلة لعدم الدواب، فكاد العدو يلحقهم ووقفت العجلة، فابتهلوا إلى الله

<<  <  ج: ص:  >  >>