للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العالم الحبر الإمام ومن غدا ... في راحتيه من العلوم زمام

ذو المنصب الأعلى الذي نصبت له ... في الأرض في أقطارها الأعلام

بحر العلوم وكنز كل فضيلة ... في الدهر فرد في الزمان إمام

حبر تخيره الإله لدينه ... ختم لأعلام الهدى وختام

فوفى بأحكام الكتاب وكم له ... في نصر توحيد الإله قيام

والسنة البيضاء أحيا ميتها ... فغدا عليها حرمة وذمام

وأمات من بدع الضلال عوائداً ... لا يستطيع لدفعها الصمصام

أس الفضائل والمعارف والذي ... لا تهتدي لفنونه الأوهام

وأناله رب السموات العلى ... في العلم سبقاً ما إليه مرام

ونعوته في العلم قول محمد ... صلى عليه الخالق العلام

إن المنزه ربنا سبحانه ... يقضي بما تأتي به الأحكام

يبدي لكم في كل قرن قادم ... للدين من يهدي به الأقوام

فلئن تأخر في القرن لثامن ... فلقد تقدم في العلوم إمام

فاق القرون سوى الثلاث فإنها ... خير القرون يزينهن تمام

وسوى ابن حنبل إنه علم الهدى ... حبر إمام صابر قوام

لكن أحمد مثل أحمد قد حوى ... علماً وزهداً في العلوم تؤام

حدث بلا حرج وقل عن زهده ... ما شئت لا رد ولا آثام

هجر المطاعم والملابس والدنا ... ولعزمه في تركها أحزام

ترك المآكل والمنام ولا يرى ... لبني الدنا في قلبه إعظام

وتراه يصمت لا لعي دائماً ... إلا لعلم يقتنى ويرام

وإذا تكلم لا يراجع هيبة ... وسكينة وكلامه إبرام

ألقي عليه مهابة من ربه ... فخطابه الإجلال والإكرام

وإذا رُئي فترى الرجال ذليلة ... فكأنها في نفسها إحجام

بشر يعظم بالقلوب وقدره ... أبداً يعظم بعد وهو غلام

منن يخص بها المهيمن من يشا ...

من خلقه والجاهلون نيام

<<  <  ج: ص:  >  >>