للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفر وصاحبه كافر١، ولا يرى الصفرية أن دار مخالفيهم دار حرب، كما لم يحكموا بقتل أطفال المشركين وتكفيرهم، ولا يقولون بخلودهم في النار ولم يجيزوا سبي الذرية والنساء ولهم آراء تفردوا بها في الشرك والكفر والبراءة.

فالشرك عندهم شركان: شرك هو طاعة الشيطان، وشرك هو عبادة الأوثان، والكفر كفران: كفر بإنكار النعم، وكفر بإنكار الربوبية، والبراءة براءتان، براءة من أهل الحدود سنة، وبراءة أن أهل الجحود فريضة٢.

ولم يسقط الصفرية عقوبة الرجم كما فعل الأزارقة، وأجازوا التقية كالنجدات ولكن في القول دون العمل٣. ويذكر عن بعضهم تزويج المسلمات٤ من كفار قومهم٥ في دار التقية دون دار العلانية٦.

وقد تولى الصفرية المحكمة الأولى كعبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير وأتباعهما وقالوا بإمامة أبي بلال مرداس الخارجي الذي خرج أيام يزيد ابن معاوية ناحية البصرة وقتلته جيوش عبيد الله بن زياد ورثاه عمران بن حطان الذي كان شاعراً ناكساً وأصبح إماماً للصفرية بعد أبي بلال بقوله:

أنكرت بعدك ما قد كنت أعرفه ... ما الناس بعدك يا مرداس بالناس٧

وقد قام الصفرية بثورات عديدة ناحية الشمال الأفريقي في عهد الأمويين ففي عهد هشام بن عبد الملك "٧١ – ١٢٥هـ" خرج رجل منهم يسمى ميسرة المضفري بنواحي طنجة٨ واستطاع حمل البربر على الخروج عن طاعة


١ـ الفرق بين الفرق ص/٩١، وانظر الملل والنحل للشهرستاني ١/١٣٧.
٢ـ الملل والنحل للشهرستاني ١/١٣٧.
٣ـ المصدر السابق.
٤ـ يقصدون الخارجيات.
٥ـ يقصدون بكفار قومهم بقية المسلمين.
٦ـ الملل والنحل للشهرستاني ١/١٣٧.
٧ـ انظر الفرق بين الفرق ص/٩١-٩٣.
٨ـ طنجة: بلدة على ساحل بحر المغرب مقابل الجزيرة الخضراء وهي مدينة قديمة بناؤها بالحجارة قائمة =

<<  <  ج: ص:  >  >>