للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي خرج فيه عبد الله، هذا فقد قرر العلامة ابن جرير الطبري إلى أنه كان مع نافع بن الأزرق، وأنه انفصل عنه وكان هذا في سنة أربع وستين هجرية١.

وذهب الشهرستاني: إلى أن ابن إباض ظهر في زمن مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية٢.

والإباضية يذهبون إلى ما قرره ابن جرير الطبري ويقولون: إن ابن إباض ظهر في أيام معاوية وعاش إلى زمن عبد الملك بن مروان وكان في أول أمره مع نافع بن الأزرق ولكن اختلف معه وفارقه ورد عليه٣.

قال محمد بن سعيد الأزدي في صدد ذكره لابن إباض "نشأ في زمان معاوية بن أبي سفيان، وعاش في زمان عبد الملك بن مروان، وكتب إليه السير المشهورة والنصائح المعروفة المذكورة"٤.

ورغم ارتباط الإباضية بعبد الله بن إباض إلا أنهم يعتبرون المؤسس الحقيقي الأول لفرقة الإباضية هو جابر بن زيد٥ إذ أنه كان الإمام الأكبر وفقيههم ومفتيهم وهو الشخص الذي ظهر به فقه الإباضية بينما كان ابن إباض المسئول عن الدعوة والدعاة في شتى الأقطار٦، وإذا كان جابر بن زيد بهذه المنزلة


١ـ تاريخ الأمم والملوك ٥/٥٦٦-٥٦٧.
٢ـ الملل والنحل للشهرستاني ١/١٣٤.
٣ـ انظر العقود الفضية في أصول الإباضية، ص/١٢١-١٢٢.
٤ـ الفرق الإسلامية من خلال الكشف والبيان لأبي سعيد محمد بن سعيد الأزدي القلهماني ص/٢٩٤.
٥ـ هو جابر بن زيد أبو الشعثاء الأزدي ثم الجوفي البصري مشهور بكنيته وهو تابعي فقيه من أهل البصرة أصله من عمان صحب ابن عباس وكان من بحور العلم، نفاه الحجاج إلى عمان، ولد سنة إحدى وعشرين ومات سنة ثلاث وتسعين هجرية. انظر ترجمته في حلية الأولياء ٣/٨٥-٩٠، تذكرة الحفاظ ١/٧٢، البداية والنهاية ٩/١٠٤، تهذيب التهذيب ٢/٣٨.
٦ـ انظر الأصول التاريخية للفرقة الإباضية، عوض محمد خليفات، ص/٢٩، عمان في فجر الإسلام، سيدة إسماعيل كاشف، ص/٥٥ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>