للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعند الترمذي بلفظ: "الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك" ١.

وفي هذا الحديث إشارة إلى حقية خلافة علي رضي الله عنه حيث إن خلافته كانت آخر الثلاثين من مدة خلافة النبوة التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وبموجب هذا قال أهل العلم.

قال أبو عمر: قال أحمد بن حنبل: حديث سفينة في الخلافة صحيح وإليه أذهب في الخلفاء٢.

وقد وصف الإمام أحمد رحمه الله تعالى قول من يقول بأن علياً رضي الله عنه ليس من الخلفاء بأنه سيء ورديء.

قال عبد الله بن أحمد رحمه الله تعالى: قلت لأبي إن قوماً يقولون إنه ليس بخليفة قال: هذا قول سوء رديء فقال: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون له يا أمير المؤمنين أفنكذبهم وقد حج وقطع ورجم فيكون هذا إلا خليفة٣.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في رسالة له في حديث سفينة: "وهو حديث مشهور من رواية حماد بن سلمة وعبد الوارث بن سعيد والعوام بن حوشب عن سعيد بن جمهان عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أهل السنة كأبي داود. وغيره واعتمد عليه الإمام أحمد وغيره في تقرير خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة وثبته أحمد واستدل به على من توقف في خلافة علي من أجل افتراق الناس عليه حتى قال أحمد: "من لم يربع بعلي في الخلافة فهو أضل من حمار أهله ونهى عن مناكحته"٤.

وقال شارح الطحاوية: "ونثبت الخلافة بعد عثمان لعلي رضي الله عنهما


١ـ سنن الترمذي ٣/٣٤١، والحديث في المسند ٥/٢٢٠-٢٢١.
٢ـ جامع بيان العلم ٢/٢٢٥، وانظر كتاب السنة لعبد الله بن أحمد ص/٢٣٥.
٣ـ كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ص/٢٣٥.
٤ـ هذه الرسالة بالمكتبة الظاهرية بخطه في مسودته ق ٨١/٢-٨٤/٢ كما في سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ١/٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>