للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما سمع علي الصوت عندما هجموا على معسكره قال: ما هذا؟ قال ذلك الرجل: ما شعرنا إلا وقوم من أهل البصرة قد بيتونا"١.

"فثار كل فريق إلى سلاحه ولبسوا اللأمة وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر وكان أمر الله قدراً مقدرواً وقامت الحرب على قدم وساق وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان فنشبت الحرب وتوافق الفريقان وقد اجتمع مع علي عشرون ألفاً، والتف على عائشة ومن معها نحو من ثلاثين ألفاً فإنا لله وإنا إليه راجعون والسبئية أصحاب ابن السوداء ـ قبحه الله ـ لا يفترون عن القتل ومنادي علي ينادي ألا كفوا، ألا كفوا فلا يسمع أحد"٢ فاشتدت المعركة وحمي الوطيس "وقد كان من سنتهم في هذا اليوم أنه لا يذفف٣ على جريح ولا يتبع مدبر وقد قتل من هذا خلق كثير جداً"٤ حتى حزن علي رضي الله عنه أشد الحزن وجعل يقول لابنه الحسن: يا بني ليت أباك مات منذ عشرين سنة فقال له: يا أبه قد كنت أنهاك عن هذا قال: يا بني إني لم أر أن الأمر يبلغ هذا"٥ ثم نزل بنفسه إلى ميدان المعركة لإنهاء القتال "وطلب طلحة والزبير ليكلمهما فاجتمعوا حتى التقت أعناق خيولهم فذكرهما بما ذكرهما به فانتهى الأمر برجوع الزبير يوم الجمل وفي أثناء رجوعه رضي الله عنه "نزل وادياً يقال له: وادي السباع فاتبعه رجل يقال له عمرو بن جرموز فجاءه وهو نائم فقتله غيلة"٦ وأما طلحة رضي الله عنه فإنه بعد " أن اجتمع به علي فوعظه تأخر فوقف في بعض الصفوف فجاءه سهم غرب فوقع في ركبته


١ـ تاريخ الأمم والملوك ٤/٥٠٦-٥٠٧، الكامل لابن الأثير ٣/٢٤٢، البداية والنهاية ٧/٢٦١-٢٦٢، فتح الباري ١٣/٥٦.
٢ـ البداية والنهاية ٧/٢٦٢.
٣ـ أي: لا يجهر عليه "النهاية في غريب الحديث" ٢/١٦٢.
٤ـ البداية والنهاية ٧/٢٦٢.
٥ـ ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ٧/٢٦٢.
٦ـ انظر تاريخ الأمم والملوك ٤/٥٣٥، البداية والنهاية ٧/٢٦٤، الرياض النضرة ٤/٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>